غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ} (11)

1

ثم عرف عباده وجوه الإنفاق الفاضلة تعريضاً بأن ذلك الكافر لم يكن إنفاقه في وجه مرضيّ معتدّ به لابتناء قبول الطاعات على الإيمان الذي هو أصل الخيرات . والاقتحام الدخول بشدّة ولهذا يستعمل في الأخطار والأهوال . والعقبة طريق الجبل ؛ فعن ابن عمر : هي جبل زلال في جهنم . وعن مجاهد والضحاك : هي الصراط يضرب على متن جهنم ، وهو معنى قول الكلبي : عقبة بين الجنة والنار . وزيف الواحدي وغيره هاتين الروايتين بأنه من المعلوم أن هذا الإنسان وغيره لم يقتحموا العقبة بهذا المعنى ، وبأن تفسير الله سبحانه العقبة عيبه ينافيه . وعن الحسن : عقب والله شديدة إن هذا مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوّه الشيطان . قال النحويون : قلما توجد لا الداخلة على الماضي إلا مكررة كقوله { فلا صدّق ولا صلّى } [ القيامة :31 ] وتقول : لا خيبني ولا رزقني . والقرآن أفصح الكلام فهو أولى برعاية هذه القاعدة . والجواب أن القرآن حجة كافية ولو سلم فهي متكررة في المعنى .

/خ20