{ فَلاَ اقتحم العقبة } الاقتحام : الرمي بالنفس في شيء من غير روية ، يقال منه : قحم في الأمر قحوماً : أي رمى بنفسه فيه من غير روية ، وتقحيم النفس في الشيء : إدخالها فيه من غير روية ، والقحمة بالضم المهلكة . والعقبة في الأصل الطريق التي في الجبل ، سميت بذلك لصعوبة سلوكها ، وهو مثل ضربه سبحانه لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في أعمال البر ، فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة . قال الفرّاء والزجاج : ذكر سبحانه هنا : «لا » مرة واحدة ، والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع حتى يعيدوها في كلام آخر كقوله : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى } [ القيامة : 31 ] وإنما أفردها هنا لدلالة آخر الكلام على معناه ، فيجوز أن يكون قوله : { ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين آمَنُواْ } قائماً مقام التكرير كأنه قال : فلا اقتحم العقبة ، ولا آمن . قال المبرد وأبو علي الفارسي : إن «لا » هنا بمعنى لم : أي فلم يقتحم العقبة ، وروي نحو ذلك عن مجاهد ، فلهذا لم يحتج إلى التكرير ، ومنه قول زهير :
وكان طوى كشحاً على مستكنة *** فلا هو أبداها ولم يتقدّم
أي فلم يبدها ولم يتقدم ، وقيل : هو جار مجرى الدعاء كقولهم : لا نجاء . قال أبو زيد وجماعة من المفسرين : معنى الكلام هنا الاستفهام الذي بمعنى الإنكار ، تقديره : أفلا اقتحم العقبة ، أو هلاَّ اقتحم العقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.