{ فَلاَ اقتحم العقبة } يعني : فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة : من فك الرقاب وإطعام اليتامى والمساكين ، ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة ، وأساس كل خير ؛ بل غمط النعم وكفر بالمنعم . والمعنى : أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق المرضي النافع عند الله ، لا أن يهلك مالاً لبداً في الرياء والفخار ، فيكون مثله { كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ . . . } [ آل عمران : 117 ] الآية .
فإن قلت : قلما تقع «لا » الداخلة على الماضي إلاّ مكرره ، ونحو قوله :
فَأَيُّ أَمْرٍ سَيِّىءٍ لاَ فَعَلَه ***
لا يكاد يقع ، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح ؟ قلت : هي متكرّرة في المعنى ؛ لأن معنى { فَلاَ اقتحم العقبة ( 11 ) } فلا فكّ رقبة ، ولا أطعم مسكيناً . ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك . وقال الزجاج قوله : ( ثم كان من الذين أمنوا ) يدل على معنى : { فَلاَ اقتحم العقبة ( 11 ) } ، ولا آمن . والاقتحام : الدخول والمجاوزة بشدّة ومشقة . والقحمة : الشدة ، وجعل الصالحة : عقبة ، وعملها : اقتحاماً لها ، لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس . وعن الحسن : عقبة والله شديدة . مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدّوه الشيطان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.