الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا} (16)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا} يعني شديدا، وهو الغرق، يخوف كفار مكة بالعذاب، أن لا يكذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فينزل بهم العذاب كما نزل بفرعون وقومه حين كذبوا موسى، عليه السلام.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرّسُولَ الذي أرسلناه إليه فأَخَذْناهُ أخْذا وَبِيلاً": فأخذناه أخذا شديدا، فأهلكناه ومن معه جميعا وهو من قولهم: كلأٌ مستَوْبل، إذا كان لا يُستمرأ، وكذلك الطعام.

قال ابن زيد، في قوله: "فأخَذْناهُ أخْذا وَبِيلاً" قال: الوبيل: الشرّ، والعرب تقول لمن تتابع عليه الشرّ: لقد أوبل عليه، قال: ولم يرض الله بأن غُرّق فرعون وعُذّب حتى أقرّ في عذاب مستقرّ حتى يُبعث إلى النار يوم القيامة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وبيلا} أي شديدا، ومنه المطر الشديد، يسمى الوابل. وقال أبو بكر: اسم لكل معضلة.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{فأخَذْناه أَخْذاً وبيلاً} فيه أربعة تأويلات:

...

...

...

...

...

...

...

.

الثاني: متتابعاً، قاله ابن زيد.

الثالث: ثقيلاً غليظاً، ومنه قيل للمطر العظيم وابل، قاله الزجاج.

الرابع: مهلكاً، ومنه قول الشاعر:

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الإرسال سبباً للقبول أو الرد قال: {فعصى فرعون} أي بما له من تعوج الطباع {الرسول} أي الذي تقدم أنا أرسلناه إليه فصار معهوداً لكم بعد ما أراه من المعجزات البينات والآيات الدامغات -بما أشار إليه مظهر العظمة، ولذلك سبب عن عصيانه قوله: {فأخذناه} أي بما لنا من العظمة، وبين أنه أخذ قهر وغضب بقوله: {أخذاً وبيلاً} أي ثقيلاً شديداً متعباً مضيقاً رديء العاقبة من قولهم: طعام وبيل- إذا كان وخماً لا يستمرأ أي لا ينزل في المري ولا يخف عليه، وذلك بأن أهلكناه ومن معه أجمعين لم ندع منهم أحداً.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وتفريع {فعصى فرعون الرسول} إيماء إلى أن ذلك هو الغرض من هذا الخبر وهو التهديد بأن يحلّ بالمخاطبين لمَّا عصوا الرسول صلى الله عليه وسلم مِثلُ ما حلّ بفرعون.