السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا} (16)

{ فعصى فرعون الرسول } إنما عرفه لتقدم ذكره ، وهذه أل العهدية والعرب إذا قدمت اسماً ثم أتوا به ثانياً أتوا به معرفاً بأل أو أتوا بضميره لئلا يلتبس بغيره نحو : رأيت رجلاً فأكرمت الرجل أو فأكرمته ، ولو قلت فأكرمت رجلاً لتوهم أنه غير الأوّل . وقال المهدوي : ودخلت الألف واللام في الرسول لتقدّم ذكره ولذا اختير في أوّل الكتب سلام عليكم وفي آخرها السلام عليكم .

ثم تسبب عن عصيانه قوله تعالى : { فأخذناه } أي : فرعون بما لنا من العظمة ، وبين أنه أخذ قهر وغضب بقوله تعالى : { أخذاً وبيلاً } أي : ثقيلاً شديداً ، وضرب وبيل وعذاب وبيل ، أي : شديد قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه مطر وابل ، أي : شديد قاله الأخفش . وقال الزجاج : أي : ثقيلاً غليظاً ومنه قيل للمطر وابل ، وقيل : مهلكاً . والمعنى : عاقبناه عقوبة غليظة ، وفي ذلك تخويف لأهل مكة .