الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا} (16)

( فعصى فرعون . . . ) موسى ( فأخذناه {[71180]} أخذا وبيلا )

أي شديدا {[71181]} ، فغرقناه ومن معه في البحر وأقررناه {[71182]} في عذاب مستقر حتى يصير إلى النار يوم القيامة ، فكذلك {[71183]} يأخذكم بالعذاب أيها الخلق إن عصيتم رسولكم .

ودخلت الألف واللام في لفظ " رسول " الثاني لتقدم ذكره ، وعلى هذا يختار في أول الكتب {[71184]} : سلام عليك " وفي آخرها : والسلام عليك . وعلى {[71185]} هذا اختار بعض العلماء ( في التسليم ) {[71186]} في التسليمة الأولى {[71187]} : سلام عليكم ، وفي الثانية : السلام عليكم {[71188]} .

فأعلم الله قريشا أنه {[71189]} أرسل إليهم محمدا رسولا كما أرسل موسى إلى فرعون رسولا . وقد كان أمر موسى ورسالاته {[71190]} مشهورة عندهم ولذلك قال الشاعر في النبي صلى الله عليه وسلم .

شهدت بإذن الله أن محمدا *** رسول كموسى ( أوتي ) الصحف والكتبا

له دعوة ميمونة {[71191]} ريحها الصبا *** بها ينبت {[71192]} الله [ الحصية ] {[71193]} والأبا {[71194]}


[71180]:- م: واخذناه.
[71181]:- ث: شديدا أي: وانظر: جامع البيان 29/136-137 ، واللسان : (وبل).
[71182]:- أ: واقرونه.
[71183]:- أ: وكذلك.
[71184]:- ث: الكتاب.
[71185]:- أ: وعن..
[71186]:- ساقط من أ، ث.
[71187]:- م: الاول.
[71188]:- انظر: إعراب النحاس 5/61 وفيه:" اختار بعض العلماء في التسليمة الأولى:" ولم أجد من الفقهاء من يقول بهذا القول إلا ما روي عن الشافعي أنه يجزئ في التسليم في الصلاة: "سلام عليكم" بالتنوين، لأنه يقوم مقام الألف واللام لأن أكثر ما ورد في القرآن من السلام بغير ألف ولام،، كقوله تعالى: (سلام عليكم بما صبرتم) [الرعد:25] قال:" ولأنا أجزنا التشهد بتشهد ابن عباس وأبي موسى، وفيهما: سلام عليك بغير ألف ولام، والتسليمتان واحد" انظر المغني 1/627.
[71189]:- ث: أن الله.
[71190]:- أ: ورسالته.
[71191]:- "اليمن: البركة، وهو خلاف الشؤم... يقال: يمن فهو ميمون" انظر: اللسان (يمن)، بتصرف قليل.
[71192]:- أ: بنت.
[71193]:- م: الحصيرة.
[71194]:- لم أقف على قائل هذا الشعر.