فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَعَصَىٰ فِرۡعَوۡنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذۡنَٰهُ أَخۡذٗا وَبِيلٗا} (16)

{ فعصى فِرْعَوْنُ الرسول } الذي أرسلناه إليه وكذبه ، ولم يؤمن بما جاء به ، ومحل الكاف النصب على أنها نعت لمصدر محذوف ، والمعنى : إنا أرسلنا إليكم رسولاً فعصيتموه كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصاه { فأخذناه أَخْذاً وَبِيلاً } أي شديداً ثقيلاً غليظاً ، والمعنى : عاقبنا فرعون عقوبة شديدة غليظة بالغرق ؛ وفيه تخويف لأهل مكة أنه سينزل بهم من العقوبة مثل ما نزل بهوإن اختلف نوع العقوبة . قال الزجاج : أي ثقيلاً غليظاً ، ومنه قيل للمطر : وابل . وقال الأخفش : شديداً ، والمعنى متقارب ، ومنه طعام وبيل : إذا كان لا يستمرأ ، ومنه قول الخنساء :

لقد أكلت بجيلة يوم لاقت *** فوارس مالك أكلاً وبيلا

/خ18