والتاء في { عفريت } زائدة ، وقد قالوا تعفرت الرجل إذا تخلق بخلق الإذاية ، قال وهب بن منبه اسم هذا العفريت كودا ، وروي عن ابن عباس أنه صخر الجني ومن هذا الاسم قول ذي الرمة : [ البسيط ]
كأنه كوكب في إثر عفرية . . . مصوب في سواد الليل منقضب{[9023]}
وقوله { قبل أن تقوم من مقامك } قال مجاهد وقتادة وابن منبه معناه قبل قيامك من مجلس الحكم ، وكان يجلس من الصبح إلى وقت الظهر في كل يوم ، وقيل معناه فبل أن تستوي من جلوسك قائماً .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{قال عفريت من الجن} يعني: مارد من الجن... {أنا آتيك به} يعني: سريرها {قبل أن تقوم من مقامك} يعني: من مجلسك... {وإني عليه} يعني: على حمل السرير {لقوي} على حمله {أمين}، على ما في السرير من المال.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنّ" يقول تعالى ذكره: قال رئيس من الجنّ مارد قويّ...
وقوله: "أنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ "يقول: أنا آتيك بعرشها قبل أن تقوم من مقعدك هذا...
وقوله "وإنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أمِينٌ" على ما فيه من الجواهر، ولا أخون فيه.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{أَمِينٌ} آتى به كما هو لا اختزل منه شيئاً ولا أبدله.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{قال عفريت}. ولما كان هذا اللفظ يطلق على الأسد، وعلى المارد القوي، وعلى الرجل النافذ في الأمر المبالغ فيه مع دهاء وقوة -وقال الرازي: مع خبث ومكر- وعلى غيره، بينه بأن قال: {من الجن أنا} الداهية الغليظ الشديد {آتيك به} ولما علم أن غرضه الإسراع قال: {قبل أن تقوم من مقامك} أي مجلسك هذا، ثم أوثق الأمر وأكده بقوله: {وإني عليه} أي الإتيان به سالماً {لقوي} لا يخشى عجزي عنه {أمين} لا يخاف انتقاضي شيئاً منه.
{وإني عليك لقوي أمين} يدل على أن هذا العفريت يعلم فخامة هذا العرش وضخامته، وأنه شيء نفيس يستحق الاعتناء به، خاصة في عملية نقله؛ لذلك قال من ناحية كبره وضخامته "فأنا عليه قوي "قادر على حمله، ومن ناحية نفاسته وفخامته، فأنا عليه أمين لن أبدد منه شيئا.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.