الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ} (39)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قال عفريت من الجن} يعني: مارد من الجن... {أنا آتيك به} يعني: سريرها {قبل أن تقوم من مقامك} يعني: من مجلسك... {وإني عليه} يعني: على حمل السرير {لقوي} على حمله {أمين}، على ما في السرير من المال.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الجِنّ" يقول تعالى ذكره: قال رئيس من الجنّ مارد قويّ...

وقوله: "أنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ "يقول: أنا آتيك بعرشها قبل أن تقوم من مقعدك هذا...

وقوله "وإنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أمِينٌ" على ما فيه من الجواهر، ولا أخون فيه.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَمِينٌ} آتى به كما هو لا اختزل منه شيئاً ولا أبدله.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{قال عفريت}. ولما كان هذا اللفظ يطلق على الأسد، وعلى المارد القوي، وعلى الرجل النافذ في الأمر المبالغ فيه مع دهاء وقوة -وقال الرازي: مع خبث ومكر- وعلى غيره، بينه بأن قال: {من الجن أنا} الداهية الغليظ الشديد {آتيك به} ولما علم أن غرضه الإسراع قال: {قبل أن تقوم من مقامك} أي مجلسك هذا، ثم أوثق الأمر وأكده بقوله: {وإني عليه} أي الإتيان به سالماً {لقوي} لا يخشى عجزي عنه {أمين} لا يخاف انتقاضي شيئاً منه.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

{وإني عليك لقوي أمين} يدل على أن هذا العفريت يعلم فخامة هذا العرش وضخامته، وأنه شيء نفيس يستحق الاعتناء به، خاصة في عملية نقله؛ لذلك قال من ناحية كبره وضخامته "فأنا عليه قوي "قادر على حمله، ومن ناحية نفاسته وفخامته، فأنا عليه أمين لن أبدد منه شيئا.