البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ} (39)

العفريت والعفر والعفرتة والعفارتة من الرجال : الخبيث المنكر الذي يعفر أقرانه ، ومن الشياطين : الخبيث المارد . قال الشاعر :

كأنه كوكب في إثر عفرية *** مصوب في سواد الليل منقضب

وقرأ الجمهور : عفريت ، وأبو حيوة : بفتح العين .

وقرأ أبو رجاء ، وأبو السماك ، وعيسى ، ورويت عن أبي بكر الصديق : عفرية ، بكسر العين ، وسكون الفاء ، وكسر الراء ، بعدها ياء مفتوحة ، بعدها تاء التأنيث .

وقال ذو الرمة :

كأنه كوكب في إثر عفرية *** مصوّب في سواد الليل مقتضب

وقرأت فرقة : عفر ، بلا ياء ولا تاء ، ويقال في لغة طيىء وتميم : عفراة بالألف وتاء التأنيث ، وفيه لغة سادسة عفارية ، ويوصف بها الرجل ، ولما كان قد يوصف به الإنس خص بقوله من الجن .

وعن ابن عباس : اسمه صخر .

وقيل : كوري .

وقيل : ذكران .

و { آتيك } : يحتمل أن يكون مضارعاً واسم فاعل .

وقال قتادة ، ومجاهد ، ووهب : { من مقامك } : أي من مجلس الحكم ، وكان يجلس من الصبح إلى الظهر في كل يوم .

وقيل : قبل أن تستوي من جلوسك قائماً .

{ وإني عليه } : أي على الإتيان به لقوي على حمله ؛ { أمين } : لا أختلس منه شيئاً .

قال الحسن : كان كافراً ، لكنه كان مسخراً ، والعفريت لا يكون إلا كافراً .