إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ} (39)

{ قَالَ عِفْرِيتٌ } أي ماردٌ خبيثٌ { مّن الجن } بيانٌ له إذْ يقالُ للرجلِ الخبيثِ المنكرِ المعفرِ لأقرانِه وكان اسمُه ذكوانَ أو صخراً { أَنَا آتِيكَ بِهِ } أي بعرشِها { قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ } أي من مجلِسك للحكومةِ وكان يجلسُ إلى نصفِ النَّهار . وآتيكَ إمَّا صيغةُ المضارعِ أو الفاعلِ وهو الأنسبُ لمقامِ ادِّعاءِ الإتيانِ به لا محالةَ وأوفقُ لما عُطفَ عليه من الجملةِ الاسميةِ أي أنا آتٍ به في تلك المُدَّةِ البتةَ { وَإِنّي عَلَيْهِ } أي على الإتيانِ به { لَقَوِىٌّ } لا يثقلُ عليَّ حملُه { أَمِينٌ } لا أختزلُ منه شيئاً ولا أُبدِّلُه .