قوله تعالى : " قال عفريت من الجن " كذا قرأ الجمهور وقرأ أبو رجاء وعيسى الثقفي : " عِفْرِيَةٌ " ورويت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وفي الحديث : ( إن الله يبغض العفرية النفرية ) . النفرية إتباع لعفرية . قال قتادة : هي الداهية قال النحاس : يقال للشديد إذا كان معه خبث ودهاء عفر وعفرية وعفريت وعفارية . وقيل : " عفريت " أي رئيس . وقرأت فرقة : " قال عِفْرٌ " بكسر العين ، حكاه ابن عطية . قال النحاس : من قال عفرية جمعه على عفار ، ومن قال : عفريت كان له في الجمع ثلاثة أوجه ، إن شاء قال عفاريت ، وإن شاء قال عَفار ؛ لأن التاء زائدة ، كما يقال : طواغ في جمع طاغوت ، وإن شاء عوض من التاء ياء فقال عفاري . والعفريت من الشياطين القوي المارد . والتاء زائدة . وقد قالوا : تعفرت الرجل إذا تخلق بخلق الإذاية . وقال وهب بن منبه : اسم هذا العفريت كودن ، ذكره النحاس . وقيل : ذكوان ؛ ذكره السهيلي . وقال شعيب الجبائي : اسمه دعوان . وروي عن ابن عباس أنه صخر الجني . ومن هذا الاسم قول ذي الرمة :
كأنه كوكبٌ في إثرِ عِفْرِيَّةٍ *** مُصَوَّبٌ{[12293]} في سوادِ الليل مُنْقَضِبُ
وأنشد الكسائي{[12294]} :
إذ قال شيطانُهُم العفريتُ *** ليسَ لكُمْ مُلْكٌ ولا تَثْبِيتُ
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عفريتا من الجن جعل يفتك{[12295]} علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه فدعته{[12296]} . . . ) وذكر الحديث . وفي البخاري ( تفلت{[12297]} على البارحة ) مكان ( جعل يفتك ) . وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد أنه قال : أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار ، كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه ؛ فقال جبريل : أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بلى ) فقال : ( أعوذ بالله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض ، وشر ما يخرج منها{[12298]} ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.