المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} (55)

55- وإذا سمعوا الباطل من الجاهلين انصرفوا عنه تنزها وترفعا ، وقالوا : لنا أعمالنا الحقة لا نحيد عنها ، ولكم أعمالكم الباطلة ووزرها عليكم ، ونحن نترككم وشأنكم لأننا لا نريد صحبة الجاهلين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} (55)

و { اللغو } سقط القول ، والقول يسقط لوجوه يعز حصرها ، فالفحش لغو ، والسب لغو ، واليمين لغو حسب الخلاف فيها ، وكلام مستمع الخطبة لغو ، والمراد من هذا في هذه الآية ما كان سباً وأذى فأدب أهل الإسلام الإعراض عنه ، والقول على جهة التبري { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } وقال ابن زيد { اللغو } ها هنا ما كان بنو أسرائيل كتبوه في التوراة مما ليس من عند الله .

قال القاضي أبو محمد : فهذه المهادنة هي لبني إسرائيل الكفار منهم ، و { سلام عليكم } في هذا الموضع ليس المقصود بها التحية ، لكنه لفظ التحية قصد به المتاركة ، وهو لفظ مؤنس مستنزل لسامعه إذ هو في عرف استعماله تحية .

قال الزجاج : وهذا قبل الأمر بقتال ، و { لا نبتغي الجاهلين } معناه لا نطلبهم للجدال والمراجعة والمسابة .