اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} (55)

قوله : { وإذا سمعوا اللَّغو } وهو القبيح من القول أعرضوا عنه ، وذلك أن المشركين كانوا يسبُّون مؤمني{[40559]} أهل الكتاب ، ويقولون تبّاً لكم تركتم دينكم فيعرضون عنهم ولا يردّون عليهم{[40560]} ، { وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } ، لنا ديننا ولكم دينكم ، { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } ، ليس المراد سلام التحية ولكنه سلام المتارك ، ومعناه : سَلِمْتُمْ مِنَّا لا نعارِضُكُمْ بالشتم والقبح ، ونظيره { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَماً } [ الفرقان : 63 ] . ثم أكد ذلك تعالى بقوله حاكياً عنهم { لاَ نَبْتَغِي الجاهلين } ، أي : دين الجاهلين ، أي : لا نحب دينكم الذي أنتم عليه{[40561]} ، وقيل : لا نريد أن نكون من أهل الجهل والسفه{[40562]} ، قيل : نسخ ذلك بالأمر بالقتال ، وهو بعيد ، لأن ترك المسافهة مندوب ، وإن كان القتال ( واجباً{[40563]} ){[40564]} . والله أعلم .


[40559]:في ب: يسمعون موسى.
[40560]:انظر البغوي 6/352.
[40561]:انظر البغوي 6/352.
[40562]:المرجع السابق.
[40563]:انظر الفخر الرازي 24/262.
[40564]:ما بين القوسين في ب: واجب. وهو تحريف.