قوله عز وجل : { وَإِذَا سَمِعُواْ اللغو أَعْرَضُواْ عَنْهُ } يعني : إذا سمعوا الشتم والأذى والكلام القبيح لم يردوا عليهم ، ولم يكافئوهم به ولم يلتفتوا إليه ، يعني : إذا شتمهم الكفار لم يشتغلوا بمعارضتهم بالشتم { وَقَالُواْ لَنَا أعمالنا } يعني : ديننا { وَلَكُمْ أعمالكم } يعني : دينكم { سلام عَلَيْكُمُ } يعني : وردوا معروفاً عليهم ليس هذا تسليم التحية ، وإنما هو تسليم المتاركة والمسالمة ، أي : بيننا وبينكم المتاركة والمسالمة ، وهذا إن يؤمر المسلمون بالقتال . ويقال : السلام عليكم . يعني : أكرمكم الله تعالى بالإسلام { لاَ نَبْتَغِى الجاهلين } أي : لا نطلب دين الخاسرين ، ولا نصحبهم . ويقال : هذه الآية مدنية نزلت في شأن عبد الله بن سلام .
وروى أسباط عن السدي قال : لما أسلم عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال يا رسول الله : ابعث إلى قومي فاسألهم عني فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فستر بينهم وبينه ستراً . وقال : « أَخْبِرُونِي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلامِ كَيْفَ هُوَ فِيكُمْ ؟ » قالوا : ذاك سيدنا وأعلمنا . قال : « أَرَأَيْتُمْ إنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي أَتُؤْمِنُونَ بِي وَتُصَدِّقُونِي ؟ » قالوا : هو أفقه من أن يدع دينه ويتبعك . قال : « أَرَأَيْتُمْ إنْ فَعَلَ ؟ » قالوا : لا يفعل . قال : « أَرَأَيْتُمْ إِنْ فَعَلَ ؟ » قالوا : إنه لا يفعل ، ولو فعل إذاً نفعل . فقال عليه السلام : « أخْرُجْ يا عَبْدَ الله » . فخرج . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، فوقعوا فيه ، وشتموه وقالوا : ما فينا أحد أقل علماً ، ولا أجهل منك . قال : « أَلَمْ تُثْنُوا عَلَيْهِ آنِفاً ؟ » قالوا : إنا استحينا أن نقول اغتبتم صاحبكم ، فجعلوا يشتمونه وهو يقول : { سلام عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِى الجاهلين } فقال : ابن يامني ، وكان من رؤساء بني إسرائيل أشهد أن عبد الله بن سلام صادق ، فابسط يدك يا محمد ، فبسط يده ، فبايع ابن يامني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل : { الذين ءاتيناهم الكتاب مِن قَبْلِهِ } إلى قوله : { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } وإلى قوله : { لاَ نَبْتَغِى الجاهلين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.