فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} (55)

{ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ( 55 ) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( 56 ) وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ( 57 ) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ( 58 ) }

{ وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه } تكرما وتنزها ؛ وتأدبا بآداب الشرع ومثله قوله سبحانه { وإذا مروا باللغو مروا كراما } ، واللغو هنا هو ما يسمعونه من المشركين من الشتم لهم ولدينهم ، والاستهزاء بهم .

{ وقالوا : لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } لا يلحقنا من ضرر كفركم شيء ولا يلحقكم من نفع إيماننا شيء .

{ سلام عليكم } ليس المراد بهذا السلام سلام التحية ، ولكن المراد به سلام المتاركة والإعراض والفراق ، ومعناه أمنة لكم منا ، وسلامة ، لا نجاوبكم ولا نجاريكم فيما أنتم فيه ، ولا نقابل لغوكم بمثله ، قال الزجاج : وهذا قبل الأمر بالقتال .

{ لا نبتغي الجاهلين } أي : لا نطلب صحبتهم ومخالطتهم وقال مقاتل : لا نريد أن نكون من أهل الجهل والسفه ، وقال الكلبي : لا نحب دينكم الذي أنتم عليه .