وقوله : إنّ المُتّقِينَ فِي جَنّاتٍ ونَهَرٍ يقول تعالى ذكره : إن الذين اتقوا عقاب الله بطاعته وأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه في بساتين يوم القيامة ، وأنهار ، ووحد النهر في اللفظ ، ومعناه الجمع ، كما وحد الدّبر ، ومعناه الإدبار في قوله : يُوَلّونَ الدّبُرَ وقد قيل : إن معنى ذلك : إن المتقين في سعة يوم القيامة وضياء ، فوجّهوا معنى قوله : ونَهَر إلى معنى النهار . وزعم الفرّاء أنه سمع بعض العرب ينشد :
إنْ تَكُ لَيْلِيّا فإنّي نَهِرْ *** مَتى أتى الصّبْحُ فَلا أنْتَظِر
وقوله : «نهر » على هذا التأويل مصدر من قولهم : نهرت أنهر نهرا . وعنى بقوله : «فإني نهر » : أي إني لصاحب نهار : أي لست بصاحب ليلة .
وقرأ جمهور الناس : «ونَهَر » بفتح الهاء والنون ، على أنه اسم الجنس ، يريد به الأنهار ، أو على أنه بمعنى : وسعة في الأرزاق والمنازل ، ومنه قول قيس بن الخطيم : [ الطويل ]
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها . . . يرى قائم من دونها ما وراءها{[10796]}
فقوله : «أنهرت » معناه : جعلت فتقها كنهر . وقرأ زهير الفرقبي{[10797]} والأعمش : «ونُهُر » بضم النون والهاء ، على أنه جمع نهار ، إذ لا ليل في الجنة ، وهذا سائغ في اللفظ قلق في المعنى{[10798]} ، ويحتمل أن يكون جمع نهر{[10799]} . وقرأ مجاهد وحميد وأبو السمال والفياض بن غزوان{[10800]} : «نهْر » ساكنة الهاء على الإفراد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.