فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَهَرٖ} (54)

ثم لما فرغ سبحانه من ذكر حال الأشقياء ، ذكر حال السعداء فقال :{ إن المتقين في جنات ونهر } أريد به الجنس ، لمناسبة جمع الجنات ، وإنما أفرد في اللفظ لموافقة رؤوس الآي ، وبه قرأ الجمهور ، وهو يشمل أنهار الجنة من الماء والخمر واللبن والعسل . وقرئ بسكون الهاء ، وهما لغتان وقرئ بضم النون والهاء على الجمع شاذا والمعنى أنهم في بساتين مختلفة وجنان متنوعة ، وأنهار متدفقة ، وقيل : النهر السعة والضياء ، ومنه النهار . والمعنى لا ليل عندهم ، والأول أولى .