السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَهَرٖ} (54)

ولما وصف الكفار وصف المؤمنين مؤكداً رداً على المنكر فقال عز من قائل : { إنّ المتقين } أي : العريقين في وصف الخوف من الله الذي وفقهم لطاعته { في جنات } أي : خلال بساتين ذات أشجار تستر داخلها وقوله تعالى : { ونهر } أريد به الجنس : لأن فيها أنهاراً من ماء وعسل ولبن وخمر ؛ أفرده لموافقة رؤوس الآي ولشدة اتصال بعضها ببعض فكأنها شيء واحد . والمعنى : أنهم يشربون من أنهارها وقيل : هو السعة والصفاء من النهار .