الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّـٰتٖ وَنَهَرٖ} (54)

قوله تعالى : { فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } قال الزجاج : المعنى : في جنات وأنهار ، والاسم الواحد يدل على الجميع ، فيجتزأ به من الجميع . أنشد سيبويه والخليل :

بها جيف الحسرى ، فأما عظامها *** فبيض وأما جلدها فصليب

يريد : وأما جلودها ، ومثله :

في حلقكم عظم وقد شجينا *** . . . .

ومثله :

كلوا في نصف بطنكم تعيشوا *** . . . . .

وحكى ابن قتيبة عن الفراء أنه وحد لأنه رأس آية ، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي ، قال : ويقال : النهر : الضياء والسعة ، من قولك : أنهرت الطعنة : إذا وسعتها ، قال قيس بن الخطيم يصف طعنة :

ملكت بها كفي فأنهرت فتقها *** يرى قائم من دونها ما وراءها

أي : أوسعت فتقها . قلت : وهذا قول الضحاك . وقرأ الأعمش { ونُهُر } .