قوله تعالى : { كذلك يوحي إليك } وقرأ ابن كثير يوحى بفتح الحاء وحجته قوله : { أوحينا إليك } { وإلى الذين من قبلك } ( الزمر-65 ) ، وعلى هذه القراءة . قوله ، { الله العزيز الحكيم } تبين للفاعل كأنه قيل : من يوحي ؟ فقيل : الله العزيز الحكيم ، وقرأ الآخرون يوحي بكسر الحاء ، إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم . قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : يريد أخبار الغيب .
وقوله : { كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } أي : كما أنزل إليك هذا القرآن ، كذلك أنزل الكتب والصحف على الأنبياء قبلك . وقوله : { اللَّهُ الْعَزِيزُ } أي : في انتقامه ، { الْحَكِيمُ } في أقواله وأفعاله .
قال : الإمام مالك - رحمه الله - عن هشام بن عُرْوَة عن أبيه ، عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحيانًا يأتيني مثل صَلْصَلَةِ الجَرَس ، وهو أشده عَلَيّ فيفصم عني قد وَعَيت ما قال . وأحيانا يأتيني الملك رجُلا فيكلمني ، فأعي ما يقول " قالت عائشة{[25762]} فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه ، وإن جبينه ليتفصّد عرقا .
أخرجاه في الصحيحين ، ولفظه للبخاري{[25763]} .
وقد{[25764]} رواه الطبراني عن عبد الله ابن الإمام أحمد ، عن أبيه ، عن عامر بن صالح ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن الحارث بن هشام ؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف ينزل عليك الوحي ؟ فقال : " مثل{[25765]} صلصلة الجرس فيفصمُ عني وقد وعَيتُ ما قاله " قال : " وهو أشده علي " قال : " وأحيانا يأتيني الملك فيتمثل لي فيكلمني فأعي ما يقول " {[25766]} .
وقال : الإمام{[25767]} أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لَهِيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمرو بن الوليد ، عن عبد الله بن عمرو{[25768]} ، رضي الله عنهما ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، هل تحس بالوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرة يوحى إليَّ إلا ظننت أن نفسي تُقبَض " تفرد به أحمد{[25769]} .
وقد ذكرنا كيفية إتيان الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شرح البخاري ، بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.