البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

لما كفروا به قال هنا : { كذلك } ، أي مثل الإيحاء السابق في القرآن الذي كفر به هؤلاء ، { يوحى إليك } : أي إن وحيه تعالى إليك متصل غير منقطع ، يتعهدك وقتاً بعد وقت .

وقرأ الجمهور : يوحي مبنياً للفاعل ؛ وأبو حيوة ، والأعشى عن أبي بكر ، وأبان : نوحي بنون العظمة ؛ ومجاهد ، وابن كثير ، وعباس ، ومحبوب ، كلاهما عن أبي عمرو : يوحي مبنياً للمفعول ؛ والله مرفوع بمضمر تقديره أوحي ، أو بالابتداء ، التقدير : الله العزيز الحكيم الموحي ؛ وعلى قراءة نوحي بالنون ، يكون { الله العزيز الحكيم } مبتدأ وخبراً .

ويوحي ، إما في معنى أوجب حتى ينتظم قوله : { وإلذين من قبلك } ، أو يقرأ على موضوعه ، ويضمر عامل يتعلق به إلى الذين تقديره : وأوحي إلى الذين من قبلك .