وقوله : { كذلك يوحى } الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف ولا موضع للكاف الثانية ، واسم الله رفع ( بيوحي ){[60611]} .
وقيل : معنى الآية : إنه لم ينزل كتاب من عند الله إلا وفيه حم عسق .
فالمعنى على هذا : كالذي أوحي إليك{[60612]} من هذه السورة ، أوحي إلى الذين من قبلك من الرسل . وهذا مذهب الفراء .
وقرأ ابن كثير{[60613]} : { كذلك يوحي إليك } ( على ما لم ){[60614]} يسم فاعله .
فيكون الوقف على هذه القراءة : { من قبلك } ثم يبتدئ{[60615]} : { الله العزيز الحكيم }{[60616]} على الابتداء ، والخبر ، وإن شئت على الابتداء والصفة ، أو يكون { له ما في السموات } الخبر{[60617]} .
وروى الشموني{[60618]} عن أبي بكر : ( نوحي ) بالنون . فتقف أيضا على { من قبلك } ثم تبتدئ ( الله ) على ما قد ذكرنا{[60619]} .
وقد يجوز على قراءة ابن كثير أن يرتفع على فعل مضمر كأنه قيل : من يوحى{[60620]} ؟ فقيل : يوحي الله{[60621]} كقول الشاعر :
لِيُبْكَ يَزيدُ ضارعٌ لِخُصُومَةٍ{[60622]} *** . . .
كأنه قال{[60623]} : لبيك يزيد . قيل : من يبكيه/ قيل : يبكيه ضارع لخصومة{[60624]} .
قال قتادة : حم عسق اسم من أسماء الله .
وروى حذيفة أنها نزلت في رجل يكون من بني هاشم{[60625]} من أهل بيت ابن{[60626]} عباس يقال له عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق{[60627]} يبني عليه مدينتان{[60628]} ، يشق النهر بينهما شقا ، فإذا أذِن{[60629]} الله في زوال ملكهم ، وانقطاع دولتهم ومدتهم{[60630]} بعث{[60631]} على إحداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مدينة مكانها{[60632]} وتصبح{[60633]} صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجمع الله{[60634]} فيها كل جبار منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك قوله : { حم عسق } يعني : عزيمة ( من الله ){[60635]} وقضاء .
سين ، يعني : سيكون . قاف ، يعني : واقعا{[60636]} بهاتين المدينتين{[60637]} .
وروى عن ابن عباس أنه قرأ ( حم سق ) بغير عين{[60638]} ، وكان يقول : إن السين كل فرقة كائنة ، وأن القاف كل جماعة{[60639]} كائنة .
ويقول{[60640]} : إن عليا رضي الله عنه إنما كان يعلم الفتن بها{[60641]} .
وفي مصحف عبد الله : { حم عسق } بغير عين كقراءة ابن عباس{[60642]} .
ومعنى { العزيز } أي : العزيز في انتقامه من أعدائه { الحكيم } في تدبيره خلقه{[60643]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.