المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

98- يتقدم قومه يوم القيامة ويقودهم كما قادهم في الدنيا ، فيوردهم النار حتماً ، يصْلَونها ويتجرعون غُصص عذابها ، وقُبح هذا المورد الذي يشربون منه ماء حميماً ؛ ليطفئ ظمأهم ، فيقطّع أمعاءهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

قوله تعالى : { يقدم قومه } ، يتقدمهم ، { يوم القيامة فأوردهم } فأدخلهم { النار وبئس الورد المورود } ، أي : بئس المدخل المدخول فيه .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

84

لما كانوا كذلك فإن السياق يقرر أن فرعون سيقدمهم يوم القيامة ويكونون له تبعا :

( يقدم قومه يوم القيامة ) . .

وبينما نحن نسمع حكاية عن الماضي ووعدا عن المستقبل ، إذا المشهد ينقلب ، وإذا المستقبل ماض قد وقع ، وإذا فرعون قد قاد قومه إلى النار وانتهى :

( فأوردهم النار ) ! !

أوردهم كما يورد الراعي قطيع الغنم . ألم يكونوا قطيعا يسير بدون تفكير ؟ ألم يتنازلوا عن أخص خصائص الآدمية وهي حرية الإرادة والاختيار ؟ فأوردهم النار . ويا بئساه من ورد لا يروي غلة ، ولا يشفي صدى ، إنما يشوي البطون والقلوب :

( وبئس الورد المورود ! ) .

وإذا ذلك كله . قيادة ففرعون لهم ، وإيرادهم موردهم . . إذا ذلك كله حكاية تروى ، ويعلق عليها :

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَقۡدُمُ قَوۡمَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَأَوۡرَدَهُمُ ٱلنَّارَۖ وَبِئۡسَ ٱلۡوِرۡدُ ٱلۡمَوۡرُودُ} (98)

وقوله : { يقدم قومه يوم القيامة } الآية ، أخبر الله تعالى في هذه الآية عن فرعون أنه يأتي يوم القيامة مع قومه المغرقين معه ، وهو يقدمهم إلى النار : وأوقع الفعل الماضي في { أوردهم } موقع المستقبل ، لوضوح الأمر وارتفاع الإشكال عنه ، ووجه الفصاحة من العرب في أنها تضع أحياناً الماضي موضع المستقبل أن الماضي أدل على وقوع الفعل وحصوله ، و «الورود » في هذه الآية هو ورود الدخول وليس بورود الإشراف على الشيء والإشفاء{[6491]} لقوله تعالى : { ولما ورد ماء مدين }{[6492]} وقال ابن عباس : في القرآن أربعة أوراد : { وإن منكم إلا واردها }{[6493]} وقوله : { ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً }{[6494]} وهذه{[6495]} في مريم ، وفي الأنبياء : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون }{[6496]} قال : وهي كلها ورد دخول ، ثم ينجي الله الذين اتقوا و { المورود } صفة لمكان الورد - على أن التقدير : { وبئس } مكان { الورد المورود }{[6497]} - وقيل : { المورود } ابتداء والخبر مقدم ، والمعنى : المورود بئس الورد .


[6491]:- مصدر أشفى على الشيء: اقترب منه. (المعجم الوسيط).
[6492]:- من الآية (23) من سورة (القصص).
[6493]:- من الآية (71) من سورة (مريم).
[6494]:- من الآية (86) من سورة (مريم).
[6495]:- الصواب: وهاتان لأن الآية التي قبلها في مريم هي الأخرى.
[6496]:- من الآية (98) من سورة (الأنبياء).
[6497]:- جوّز ذلك أيضا أبو البقاء، ومعنى ذلك أن المخصوص محذوف لفهم المعنى كما حذف في قوله تعالى: {فبئس المهاد}، وهذا مبني على جواز وصف فاعل (نعم وبئس) وفيه خلاف، إذ ذهب ابن السراج والفارسي إلى أنه لا يجوز. وهناك تخريجات أخرى للآية تجدها في الكشاف للزمخشري، والبحر المحيط لأبي حيان الأندلسي وغيرهما.