{ يقولون } يعني المنكرين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت : { أئنا لمردودون في الحافرة } أي : إلى أول الحال وابتداء الأمر ، فنصير أحياءً بعد الموت كما كنا ؟ تقول العرب : رجع فلان في حافرته ، أي رجع من حيث جاء ، والحافرة عندهم اسم لابتداء الشيء ، وأول الشيء . وقال بعضهم : { الحافرة } وجه الأرض التي تحفر فيها قبورهم ، سميت حافرة بمعنى المحفورة ، كقوله : { عيشة راضية }( القارعة-7 ) أي مرضية . وقيل : سميت حافرة لأنها مستقر الحوافر ، أي أئنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً نمشي عليها ؟ وقال ابن زيد : { الحافرة } النار .
ثم يمضي السياق يتحدث عن وهلتهم وانبهارهم حين يقومون من قبورهم في ذهول :
يقولون : أإنا لمردودون في الحافرة ? أإذا كنا عظاما نخرة ? . .
فهم يتساءلون : أنحن مردودون إلى الحياة عائدون في طريقنا الأولى . . يقال : رجع في حافرته : أي في طريقه التي جاء منها . فهم في وهلتهم وذهولهم يسألون : إن كانوا راجعين في طريقهم إلى حياتهم ?
وقوله تعالى : { يقولون } هي حكاية حالهم في الدنيا معناه : هم الذين يقولون وقولهم { أئنا } هو على جهة الاستخفاف والعجب والتكذيب ، وقرأ ابن أبي إسحاق وابن يعمر : «أإنا » بهمزتين ومدة على الاستفهام ، وقرأ جمهور القراء : «أئنا » باستفهام وهمزة واحدة ، و { الحافرة } لفظة توقعها العرب على أول أمر رجع إليه من آخره ، يقال : عاد فلان في الحافرة ، إذا ارتكس في حال من الأحوال ومنه قول الشاعر : [ الوافر ]
أحافرة على صلع وشيب*** معاذ الله من سفه وعار{[11604]}
والمعنى : { أئنا لمردودون } إلى الحياة بعد مفارقتها بالموت ، وقال مجاهد والخليل : { الحافرة } الأرض فاعلة بمعنى محفورة ، وقيل بل هو على النسب أي ذات حفر ، والمراد : القبور لأنها حفرت للموتى ، فالمعنى { أئنا لمردودون } أحياء في قبورنا ، وقال زيد بن أسلم : { الحافرة } في النار ، وقرأ أبو حيوة «في الحفرة » بغير ألف ، فقيل : هو بمعنى { الحافرة } ، وقيل هي الأرض المنتنة المتغيرة بأجساد موتاها من قولهم حفرت أسنانه إذا تأكلت وتغير ريحها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.