المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

5 - فعن قريب تبصر - يا محمد - ويبصر الكافرون بأيكم الجنون .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بأيكم المفتون } قيل معناه : بأيكم المجنون . ف { المفتون } مفعول بمعنى المصدر ، كما يقال : ما بفلان مجلود ومعقول ، أي جلادة وعقل . وهذا معنى قول الضحاك ورواية العوفي عن ابن عباس . وقيل الباء بمعنى في ، مجازه : فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون ، في فريقك أم في فريقهم ؟ . وقيل : بأيكم المفتون ، وهو الشيطان الذي فتن بالجنون ، وهذا قول مجاهد . وقال الآخرون : الباء فيه زائدة ، معناه : أيكم المفتون ؟ أي المجنون الذي فتن بالجنون ، وهذا قول قتادة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

وأنهم هم الذين فتنوا عباد الله ، وأضلوهم عن سبيله ، وكفى بعلم الله بذلك ، فإنه هو المحاسب المجازي .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

وقوله : بأَيّكُمُ المَفْتُونُ اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : تأويله بأيكم المجنون ، كأنه وجّه معنى الباء في قوله بأَيّكُمُ إلى معنى في . وإذا وجهت الباء إلى معنى «في » كان تأويل الكلام : ويبصرون في أيّ الفريقين المجنون في فريقك يا محمد أو فريقهم ، ويكون المجنون اسما مرفوعا بالباء . ذكر من قال معنى ذلك : بأيكم المجنون :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد بأَيّكُمُ المَفْتُونُ قال : المجنون .

قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد بأَيّكُمُ المَفْتُونُ قال : بأيكم المجنون .

وقال آخرون : بل تأويل ذلك : بأيكم الجنون ، وكأن الذين قالوا هذا القول وجهوا المفتون إلى معنى الفتنة أو الفتون ، كما قيل : ليس له معقول ولا معقود ، أي بمعنى ليس له عقل ولا عقد رأي ، فكذلك وضع المفتون موضع الفُتُون . ذكر من قال : المفتون : بمعنى المصدر ، وبمعنى الجنون :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : بأَيّكُمُ المَفْتُونُ قال : الشيطان .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك ، يقول في قوله : بأَيّكُمُ المَفْتُونُ يعني الجنون .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس يقول : بأيكم الجنون .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : أيكم أولى بالشيطان ، فالباء على قول هؤلاء زيادة دخولها وخروجها سواء ، ومثّل هؤلاء ذلك بقول الراجز :

نَحْنُ بَنُو جَعْدَةَ أصجَابُ الفَلَجْ *** نَضْرِبُ بالسّيْفِ وَنَرْجُو بالفَرَجْ

بمعنى : نرجو الفرج ، فدخول الباء في ذلك عندهم في هذا الموضع وخروجها سواء . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بأَيّكُمُ المَفْتُونُ يقول : بأيكم أولى بالشيطان .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : بأَيّكُمُ المَفْتُونُ قال : أيكم أولى بالشيطان .

واختلف أهل العربية في ذلك نحوَ اختلاف أهل التأويل ، فقال بعض نحويي البصرة : معنى ذلك : فستبصر ويبصرون أيّكم المفتون . وقال بعض نحويي الكوفة : بأيكم المفتون ها هنا ، بمعنى الجنون ، وهو في مذهب الفُتُون ، كما قالوا : ليس له معقول ولا معقود ، قال : وإن شئت جعلت بأيكم في أيكم في أيّ الفريقين المجنون ، قال : وهو حينئذٍ اسم ليس بمصدر .

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال : معنى ذلك : بأيكم الجنون ، ووجه المفتون إلى الفتون بمعنى المصدر ، لأن ذلك أظهر معاني الكلام ، إذا لم ينو إسقاط الباء ، وجعلنا لدخولها وجها مفهوما . وقد بيّنا أنه غير جائز أن يكون في القرآن شيء لا معنى له .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

{ بأيكم المفتون } أيكم الذي فتن بالجنون ، والباء مزيدة ، أو بأيكم الجنون ، على أن المفتون مصدر كالمعقول والمجلود ، أو بأي الفريقين منكم المجنون ، أبفريق المؤمنين أو بفريق الكافرين ، أي في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم .