المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

55- في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم عند مليك عظيم القدرة .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

قوله تعالى : { في مقعد صدق } في مجلس حق لا لغو فيه ولا تأثيم ، { عند مليك مقتدر } ملك قادر لا يعجزه شيء . قال جعفر الصادق رضي الله عنه : مدح الله المكان بالصدق فلا يقعد فيه إلا أهل الصدق .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } فلا تسأل بعد هذا عما يعطيهم ربهم من كرامته وجوده ، ويمدهم به من إحسانه ومنته ، جعلنا الله منهم ، ولا حرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا .

تم تفسير سورة اقتربت ، ولله الحمد والشكر

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

وقوله : { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } أى : فى مكان مرضى ، وفى مجلس كريم ، لا لغو فيه ولا تأثيم وهو الجنة ، فالمراد بالمقعد مكان القعود الذى يقيم فيه الإنسان بأمان واطمئنان .

{ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ } أى : مقربين عند ملك عظيم ، قادر على كل شىء .

فالمراد بالعندية هنا ، عندية الرتبة والمكانة والتشريف .

وقال - سبحانه - عند مليك ، للمبالغة فى وصفه - سبحانه - بسعة الملك وعظمه ، إذ وصفه - سبحانه - بمليك ، أبلغ من صوفه بمالك أو ملك ، لأن { مَلِيكٍ } صيغة مبالغة بزنة فعيل .

وتنكير " مقتدر " للتعظيم والتهويل ، وهو أبلغ من قادر ، إذ زيادة المبنى تشعر بزيادة المعنى . أى : عظيم القدرة بحيث لا يحيط بها الوصف .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

ونعيم القلب والروح . نعيم القرب والتكريم : ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) . . فهو مقعد ثابت مطمئن ، قريب كريم ، مأنوس بالقرب ، مطمئن بالتمكين . ذلك أنهم المتقون . الخائفون . المترقبون . والله لا يجمع على نفس خوفين : خوفها منه في الدنيا ، وخوفها يوم القيامة . فمن اتقاه في العاجلة أمنه في الآجلة . ومع الأمان في أفزع موطن ، يغمره بالأنس والتكريم .

وعند هذا الإيقاع الهادئ ، في هذا الظل الآمن ، تنتهي السورة التي حفلت حلقاتها بالفزع والكرب والأخذ والتدمير . فإذا للظل الآمن والإيقاع الهادئ طعم وروح أعمق وأروح . . وهذه هي التربية الكاملة . تربية العليم الحكيم بمسارب النفوس ومداخل القلوب . وهذا هو التقدير الدقيق لخالق كل شيء بقدر ، وهو اللطيف الخبير . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

وقوله : { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } أي : في دار كرامة الله ورضوانه وفضله ، وامتنانه وجوده وإحسانه ، { عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } أي : عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها ، وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون ، وقد قال الإمام أحمد :

حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو{[27834]} - يَبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور ، عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " .

انفرد بإخراجه مسلم والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، بإسناده مثله{[27835]} .

آخر تفسير سورة " اقتربت " ، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة


[27834]:- (1) في م: "عبد الله بن أبي عمرو" وهو خطأ.
[27835]:- (2) صحيح مسلم برقم (1827) وسنن النسائي (8/221).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

وقوله : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ يقول : في مجلس حقّ لا لغو فيه ولا تأثيم عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ يقول : عند ذي مُلك مقتدر على ما يشاء ، وهو الله ذو القوّة المتين ، تبارك وتعالى .

آخر تفسير سورة اقتربت الساعة

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

{ في مقعد صدق } في مكان مرضي ، وقرئ " مقاعد صدق " . { عند مليك مقتدر } مقربين عند من تعالى أمره في الملك ، والاقتدار بحيث أبهمه ذوو الأفهام .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة القمر في كل غب بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر " .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ عِندَ مَلِيكٖ مُّقۡتَدِرِۭ} (55)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{في مقعد صدق عند مليك مقتدر} على ما يشاء...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ "يقول: في مجلس حقّ لا لغو فيه ولا تأثيم. "عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ" يقول: عند ذي مُلك مقتدر على ما يشاء، وهو الله ذو القوّة المتين، تبارك وتعالى.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{في مقعد صِدقٍ} أي موعود صِدق؛ كأنه كناية عن راحة وسرور لهم... أي لهم موعود صدق عند ربهم، أي تقِرّ أقدامهم في ذلك، فيكون هو كناية عن الثبات.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ} مقرّبين عند مليك مبهم أمره في الملك والاقتدار، فلا شيء إلا وهو تحت ملكه وقدرته، فأي منزلة أكرم من تلك المنزلة وأجمع للغبطة كلها والسعادة بأسرها.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{مقعد صدق} يحتمل أن يريد به الصدق الذي هو ضد الكذب، أي في المقعد الذي صدقوا في الخبر به، ويحتمل أن يكون من قولك: عود صدق، أي جيد، ورجل صدق، أي خير وخلال حسان.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

"في مقعد صدق" وجهان؛

(أحدهما): مقعد صدق، أي صالح.

(وثانيهما): الصدق المراد منه ضد الكذب، وعلى هذا ففيه وجهان؛

(الأول): مقعد صدق من أخبر عنه وهو الله ورسوله.

(الثاني): مقعد ناله من صدق فقال: بأن الله واحد وأن محمدا رسوله.

ويحتمل أن يقال المراد أنه مقعد لا يوجد فيه كذب لأن الله تعالى صادق ويستحيل عليه الكذب ومن وصل إليه امتنع عليه الكذب لأن مظنة الكذب الجهل والواصل إليه، يعلم الأشياء كما هي ويستغني بفضل الله عن أن يكذب ليستفيد بكذبه شيئا فهو مقعد صدق. وكلمة {عند} قد عرفت معناها والمراد منه قرب المنزلة والشأن لا قرب المعنى والمكان.

وقوله تعالى: {مليك مقتدر} لأن القربة من الملوك لذيذة كلما كان الملك أشد اقتدارا، كان المتقرب منه أشد التذاذا، وفيه إشارة إلى مخالفة معنى القرب منه من معنى القرب من الملوك، فإن الملوك يقربون من يكون ممن يحبونه وممن يرهبونه، مخافة أن يعصوا عليه وينحازوا إلى عدوه فيغلبونه، والله تعالى قال: {مقتدر} لا يقرب أحدا إلا بفضله.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{في مقعد} أي تلك الجنان محل إقامتهم التي تراد للقعود {صدق} أي فيما أراده الإنسان صدق وجوده الإرادة ولا يقعد فيه إلا أهل الصدق، ولا يكون فيه إلا صدقه، لا لغو فيه ولا تأثيم، {عند مليك} أي ملك تام الملك {مقتدر} أي شامل القدرة بالغها إلى حد لا يمكن إدراكه لغيره سبحانه

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمقعد: مكان القعود. والقعود هنا بمعنى الإِقامة المطمئنة كما في قوله تعالى: {اقعدوا مع القاعدين} [التوبة: 46]. فمقعد صدق، أي مقعد كامل في جنسه مرضي للمستقر فيه فلا يكون فيه استفزاز ولا زوال، وإضافة {مقعد} إلى {صدق} من إضافة الموصوف إلى صفته للمبالغة في تمكن الصفة منه.