قوله جلّ ذكره : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ المْنُتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } .
أي جبريلُ رأى اللَّهَ مرةً أخرى حين كان محمدٌ عند سدرة المنتهى ؛ وهي شجرة في الجنة ، وهي منتهى الملائكة ، وقيل : تنتهي إليها أرواحُ الشهداء . ويقال : تنتهي إليها أرواحُ الخَلْقِ ، ولا يَعْلم ما وراءها إلا الله تعالى - وعندها { جَنَّةُ الْمَأْوَى } وهي جنة من الجِنان .
سدرة المنتهى : شجرة نبق في السماء ، إليها ينتهي علم الملائكة .
14-{ عِنْدَ سِدْرَةِ المنتهى } .
وسدرة المنتهى : شجرة نبق عن يمين العرش ، في السماء السابعة ، ينتهي إليها علم كل عالم ، وما وراءها لا يعلمه إلا الله .
أو أنَّ رحلة جبريل قد انتهت عندها ، ثم تقدم النبي صلى الله عليه وسلم خطوات أخرى خاصة به .
أو أن رحلة الإسراء والمعراج قد انتهت عندها .
وكل ذلك غيب لا يعلمه إلا عالم الغيب ، ونحن نكتفي بما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة ، ونفوِّض حقيقة المراد إلى الله عز وجل .
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد ، ومسلم ، والترمذي ، عن ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وهو في السماء السابعة ، إليها ينتهي ما يعرج بها من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها . . . v .
وروى مسلم ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما رُفعتُ إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة ، نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة . . . " vi .
{ عند سدرة المنتهى } : وهي شجرة نبق عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة .
{ عند سدرة المنتهى } وذلك ليلة أسرى به صلى الله عليه وسلم ، ووصفت هذه السدرة وهي شجرة النبق بأن أوراقها كآذان الفيلة وأن ثمارها كغلال هجر قال فلما غشيها من أمر الله تعالى ما غشيها تغيَّرت فما أحد من خلق الله تعالى يقدر أن ينعتها من حسنها ، وسميت سدرة المنتهى لانتهاء علم كل عالم من الخلق إليها أو لكونها عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة .
{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } وهي شجرة عظيمة جدا ، فوق السماء السابعة ، سميت سدرة المنتهى ، لأنه ينتهي إليها ما يعرج من الأرض ، وينزل إليها ما ينزل من الله ، من الوحي وغيره ، أو لانتهاءعلم الخلق{[894]} إليها أي : لكونها فوق السماوات والأرض ، فهي المنتهى في علوها{[895]} أو لغير ذلك ، والله أعلم .
فرأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في ذلك المكان ، الذي هو محل الأرواح العلوية الزاكية الجميلة ، التي لا يقربها شيطان ولا غيره من الأرواح الخبيثة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.