فلما رآه { عند سدرة المنتهى } لم يحتمل أن يكون هناك جن ولا إنس فلم يبق للجدال مجال . أما القائل بالقول الثالث فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بقلبه مرتين . والنزلة إما لله بمعنى الحركة والانتقال عند من يجوز ذلك ، أبو بمعنى قرب الرحمة والإفضال ، وإما للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه نزل عن متن الهوى ومركب النفس . وقيل : أراد بالنزلة ضدها وهي العرجة ، واختير هذه العبارة ليعلم أن هذه عرجة تتبعها النزلة ليست عرجة لا نزلة لها وهي عرجة الآخرة . وعلى القول الأول أيضاً يحتمل أن تكون النزلة لمحمد صلى الله عليه وسلم وذلك أن جبرائيل تخلف عنه في مقام " لو دنوت أنملة لاحترقت " ثم عاد النبي صلى الله عليه وسلم إليه . ومعنى أخرى أنه صلى الله عليه وسلم تردد في أمر الصلاة مراراً فلعله كان ينزل إلى جبرائيل كل مرة لا أقل من نزلتين . أما السدرة فالأكثرون على أنها شجرة في السماء السابعة : وقيل : في السادسة . " نبقها كقلال هجروورقها كآذان الفيلة ، يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها " وقد ورد الحديث بذلك . فعلى هذا { عند } ظرف مكان . ثم إن كان المرئي جبريل فلا إشكال ، إن كان هو الله تعالى فكقول القائل " رأيت الهلال على السطح " وقد مر . وقال بعضهم { عند } ظرف زمان كما يقال : صليت عند طلوع الفجر . والمعنى رآه عند الحيرة القصوى أي في وقت تحار عقول العقلاء فيه ولكنه ما حار ولم يعرض له سدر . وإضافة سدرة إلى المنتهى إما من إضافة الشيء إلى مكانه كما يقال " أشجار البلدة الفلانية كذا " وأشجار الجنة لا تيبس ولا تخلو من الثمار . فالمنتهى حينئذ موضع لا يتعداه ملك ولا يعلم ما وراءه أحد وإليه ينتهي أرواح الشهداء . وإما من إضافة المحل إلى الحال كما يقال " ظرف المداد " أي سدرة هي محل انتهاء الجنة . وإما من إضافة الملك إلى مالكه كما يقال " دار زيد وأشجار عمرو " فيكون التقدير سدرة المنتهى إليه وهو الله سبحانه قال { وأن إلى ربك المنتهى } فالإضافة للتشريف " نحو بيت الله وناقة الله " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.