محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

{ عند سدرة المنتهى } أي موضع الانتهاء ، أو الانتهاء . ف { المنتهى } : اسم مكان ، أو مصدر ميميّ . وقد جاء في ( الصحيح ( {[6817]} : ( أنها شجرة نبق في السماء السابعة ، إليها ينتهي ما يعرج به من أمر الله من الأرض ، فيقبض منها . وما يهبط به من فوقها ، فيقبض منها ) .

قال القاضي : ولعلها شبهت بالسدرة ، وهي شجرة النبق ، لأنهم يجتمعون في ظلها . يعني أن شجر النبق يجتمع الناس في ظله ، وهذه يجتمع عندها الملائكة ، فشبهت بها ، وسميت { سدرة } لذلك . فإطلاقها عليها بطريق الاستعارة . لكن ورد في الحديث{[6818]} : ( أن كل نبقة فيها كقلة من قلال هجر ) ، فهي على هذا حقيقة ، وهو الأظهر – قاله الشهاب- .


[6817]:أخرجه مسلم في: 1 – كتاب الإيمان، حديث رقم 279(طبعتنا(.
[6818]:أخرجه البخاري في: 23 –كتاب مناقب الأنصار، 42 – باب المعراج – حديث 1513، عن مالك بن صعصعة.