بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

{ عِندَ سِدْرَةِ المنتهى } فقال مقاتل : السدرة هي شجرة طوبى ، ولو أن رجلاً ركب نجيبه ، وطاف على ساقها حتى أدركه الهرم ، لما وصل إلى المكان الذي ركب منه ، تحمل لأهل الجنة الحلي والحلل ، وجميع ألوان الثمار . ويقال : هي شجرة غير شجرة طوبى ، وهي شجرة عن يمين العرش فوق السماء السابعة ، تخرج أنهار الجنة من أصل تلك الشجرة . وإنما سميت { سِدْرَةِ المنتهى } لأن أرواح المؤمنين تنتهي إليها . ويقال : أرواح الشهداء تنتهي إليها . ويقال : الملائكة ينتهون إليها ، ولا يجاوزنها . ويقال : لأن علم كل واحد ينتهي إليها ، ولا يتجاوزنها ، ولا يدري ما فوق ذلك . وروي عن طلحة بن مطرف ، عن مرة ، عن عبد الله قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وإليها ينتهي ما عرف من تحتها ، وإليها ينتهي ما هبط من فوقها ، وهي النهاية التي ينتهي إليها من فوق ، ومن تحت ، ولا يتجاوز عن ذلك .