المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

و : { سدرة المنتهى } هي شجرة نبق{[10694]} ، قال كعب : هي في السماء السابعة ، وروى ذلك مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم{[10695]} . وقال ابن مسعود : في السماء السادسة . وقيل لها : { سدرة المنتهى } لأنها إليها ينتهي علم كل عالم ، ولا يعلم ما وراءها صعداً إلا الله تعالى . وقيل سميت بذلك لأنها إليها ينتهي من مات على سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

قال القاضي أبو محمد : هم المؤمنون حقاً من كل جيل .

وقيل سميت بذلك ، لأن ما نزل من أمر الله فعندها يتلقى ولا يتجاوزها ملائكة العلو ، وما صعد من الأرض فعندها يتلقى ولا يتجاوزها ملائكة السفل . وروي عن النبي عليه السلام أن الأمة من الأمم تستظل بظل الفنن منها{[10696]} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «رفعت لي { سدرة المنتهى } ، فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة »{[10697]} .


[10694]:النبؤق-بكسر الباء-: ثمر السِّدر، والواحدة نبِقة، ويقال: نبق بفتح النون وسكون الباء، وقد ذكر اللغتين ابن السكيت في (إصلاح المنطق)، وهي لغة المصريين، والأولى أفصح، وهي التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[10695]:جاء ذلك في حديث انس بن مالك عن مالك بن صعصعة، رواه أحمد في مسنده.
[10696]:رواه الترمذي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وزاد السيوطي في الدر المنثور نسبته إلى ابن جرير، والحاكم، وابن مردويه، قالت:(سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصف سدرة المنتهى، قال: يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة، يستظل بالفنن منها مائة راكب، فيها فراش من ذهب، كأن ثمرها القلال). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
[10697]:أخرجه أحمد، وابن جرير، عن أنس رضي الله عنه.(الدر المنثور).