المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

5- بل أينكر الإنسان البعث ، يريد أن يبقى على الفجور فيما يستقبل من أيام عمره كلها ؟ ! .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

وقوله : { بَلْ يُرِيدُ الإنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } قال سعيد ، عن ابن عباس : يعني يمضي قدما .

وقال العوفي ، عن ابن عباس : { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } يعني : الأمل ، يقول الإنسان : أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة ، ويقال : هو الكفر بالحق بين يدي القيامة .

وقال مجاهد { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } ليمضي أمامه راكبا رأسه . وقال الحسن : لا يلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما ، إلا من عصمه الله .

ورُوي عن عكرِمة ، وسعيد بن جُبَير ، والضحاك ، والسدي ، وغير واحد من السلف : هو الذي يَعجَل الذنوبَ ويُسوّف التوبة .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هو الكافر يكذب بيوم الحساب . وكذا قال ابن زيد ، وهذا هو الأظهر من المراد ؛ ولهذا قال بعده { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } ؟

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ أَيّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ * فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرّ * كَلاّ لاَ وَزَرَ * إِلَىَ رَبّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرّ } .

يقول تعالى ذكره : ما يجهل ابن آدم أن ربه قادر على أن يجمع عظامه ، ولكنه يريد أن يمضي أمامه قُدُما في معاصي الله ، لا يثنيه عنها شيء ، ولا يتوب منها أبدا ، ويسوّف التوبة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن أبي الخير بن تميم الضبي ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس ، في قوله : بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : يمضي قُدُما .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ يعني الأمل ، يقول الإنسان : أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة ، ويقال : هو الكفر بالحقّ بين يدي القيامة .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : يمضي أمامه راكبا رأسه .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : قال الحسن : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قُدُما قُدُما ، إلا من قد عصم الله .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله : لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : قُدُما في المعاصي .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن عمرو ، عن إسماعيل السدي بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : قُدُما .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : قدما لا ينزع عن فجور .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جُبير لِيَفْجُرَ أمامَهُ قال : سوف أتوب .

وقال آخرون : بل معنى ذلك أنه يركب رأسه في طلب الدنيا دائبا ولا يذكر الموت . ذكر من قال ذلك :

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ هو الأمل يؤمل الإنسان ، أعيش وأصيب من الدنيا كذا ، وأصيب كذا ، ولا يذكر الموت .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل يريد الإنسان الكافر ليكذب بيوم القيامة . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ يقول : الكافر يكذّب بالحساب .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : بَلْ يُرِيدُ الإنْسانُ ليَفْجُرَ أمامَهُ قال : يكذّب بما أمامه يوم القيامة والحساب .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : بل يريد الإنسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة ، والهاء على هذا القول في قوله : أمامَهُ من ذكر القيامة ، وقد ذكرنا الرواية بذلك قبل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

بل يريد الإنسان عطف على أيحسب فيجوز أن يكون استفهاما وأن يكون إيجابا لجواز أن يكون الإضراب عن المستفهم وعن الاستفهام ليفجر أمامه ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني تقديم المعصية وتأخير التوبة يوما بيوم، يقول: سأتوب، حتى يموت على شر عمله، وقد أهلك أمامه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ما يجهل ابن آدم أن ربه قادر على أن يجمع عظامه، ولكنه يريد أن يمضي أمامه قُدُما في معاصي الله، لا يثنيه عنها شيء، ولا يتوب منها أبدا، ويسوّف التوبة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنه يركب رأسه في طلب الدنيا دائبا ولا يذكر الموت.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان الكافر ليكذب بيوم القيامة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: بل يريد الإنسان ليكفر بالحقّ بين يدي القيامة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{بَلْ يُرِيدُ} عطف على {أَيَحْسَبُ} فيجوز أن يكون مثله استفهاماً، وأن يكون إيجاباً على أن يضرب عن مستفهم عنه إلى آخر. أو يضرب عن مستفهم عنه إلى موجب {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

والمعنى أن الإنسان هو في زمن وجوده أمام يوم القيامة وبين يديه، ويوم القيامة خلفه فهو يريد شهواته ليفجر في تكذيبه بالبعث وغير ذلك بين يدي يوم القيامة، وهو لا يعرف قدر الضرر الذي هو فيه.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

"أيحسب" جيء للإضراب عن إنكار الحسبان إلى الإخبار عن حال الإنسان الحاسب بما هو أدخل في اللوم والتوبيخ من الأول، كأنه قيل: دع تعنيفه، فإنه أشط من ذلك، وأنى يرتدع وهو يريد ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إن هذا الإنسان يريد أن يفجر، ويمضي قدما في الفجور، ولا يريد أن يصده شيء عن فجوره، ولا أن يكون هناك حساب عليه وعقاب، ومن ثم فهو يستبعد وقوع البعث، ويستبعد مجيء يوم القيامة: (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه).