مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

قوله تعالى : { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه } .

اعلم أن قوله : { بل يريد } عطف على أيحسب ، فيجوز فيه أن يكون أيضا استفهاما كأنه استفهم عن شيء ثم استفهم عن شيء آخر ، ويجوز أن يكون إيجابا كأنه استفهم أولا ثم أتى بهذا الإخبار ثانيا . وقوله : { ليفجر أمامه } فيه قولان : ( الأول ) أي ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان لا ينزع عنه ، وعن سعيد بن جبير : يقدم الذنب ويؤخر التوبة ، يقول : سوف أتوب حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله ( القول الثاني ) ليفجر أمامه ، أي ليكذب بما أمامه من البعث والحساب ، لأن من كذب حقا كان كاذبا وفاجرا ، والدليل عليه قوله : { يسأل أيان يوم القيامة } فالمعنى يريد الإنسان ليفجر أمامه ، أي ليكذب بيوم القيامة وهو أمامه ، فهو يسأل أيان يوم القيامة ، متى يكون ذلك تكذيبا له .