الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

- ثم قال : ( بل يريد الانسان ليفجر أمامه )

أي : ليس يجهل الإنسان أن ربه يقدر على جمع عظامه و إحيائه بعد موته, ولكن يريد أن يمضي أمامه قدما لا يثْنَى {[71781]} عن ذنوبه ولا يتوب من كفره, ويسوف بالتوبة {[71782]} . قال ابن جبير : ( ليفجر أمامه ) , يعني : الأمل, يقول : أعمل ثم أتوب قبل يوم القيامة {[71783]} . قال مجاهد : يمضي ابن آدم ( أمامه ) {[71784]}راكبا رأسه {[71785]} . وقال الحسن : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدما قدما إلا من عصم الله {[71786]} . وقال عكرمة : . . . " لا ينزع عن فجوره " {[71787]} . وقال الضحاك : يركب رأسه في طلب الدنيا دائما, لا {[71788]} يذكر الموت, يقول : أصيب من الدنيا كذا, وأصيب من الدنيا كذا, ولا يذكر الموت {[71789]} .

وعن ابن عباس أن معناه أن {[71790]}الإنسان هنا " الكافر, يكذب بالبعث والحساب " {[71791]}, وهو قول ابن زيد {[71792]} . فالهاء في ( أمامه ) للإنسان [ في جميع هذه ] {[71793]} الأقوال .

وقيل : الهاء ليوم القيامة, والمعنى : بل يريد الإنسان ليكفر بالحق بين يدي يوم القيامة {[71794]} .

وقيل : المعنى : يقدم الذنب ويؤخر التوبة {[71795]} .


[71781]:- أ: ينتهي.
[71782]:- انظر جامع البيان 29/177.
[71783]:- هذا اللفظ أقرب إلى ما رواه ابن جبير عن ابن عباس في جامع البيان 29/177 وفيه عن ابن جبير {ليفجر أمامه}: سوف أتوب. وهكذا حكاه عنه ابن قتيبة في الغريب: 346 إلا أنه ذكره مكررا.
[71784]:- م: أمه.
[71785]:- انظر جامع البيان 29/177 وتفسير ابن كثير 4/478 والدر 8/344.
[71786]:- انظر جامع البيان 29/177 وأخرجه بنحوه عن السدي. وهو قول قتادة في الدر 8/344.
[71787]:- جامع البيان 29/177.
[71788]:- أ: ولا.
[71789]:- جمع مكي هنا بين حكاية الطبري في جامع البيان 29/177 عمن يقول بهذا المعنى عموما وبين قول الضحاك الذي ذكره الطبري أيضا وفاصل ما بينهما عند قوله: "يقول"..
[71790]:- أ: الى.
[71791]:- جامع البيان 29/178 وانظر تفسير ابن كثير 4/478.
[71792]:- جامع البيان 29/178 وانظر تفسير ابن كثير 4/478..
[71793]:- م: في جميع في هذه.
[71794]:- انظر جامع البيان 29/177.
[71795]:- هو قول القاسم بن الوليد في تفسير الماوردي: 4/356 وروي هذا المعنى أيضا عن عكرمة وابن جبير والضحاك والسدي وغير واحد من السلف في تفسير ابن كثير 4/478.