السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

وقوله تعالى : { بل يريد الإنسان } عطف على أيحسب فيجوز أن يكون استفهاماً وأن يكون جواباً لجواز أن يكون الإضراب عن المستفهم وعن الاستفهام { ليفجر أمامه } أي : ليدوم على فجوره فيما يستقبله من زمان لا يبرح عنه ولا يتوب ، هذا قول مجاهد رضي الله عنه . وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : يقدّم الذنب ويؤخر التوبة ، فيقول : سوف أتوب سوف أعمل حتى يأتيه الموت على أشرّ أحواله وأسوأ أعماله . وقال الضحاك رضي الله عنه : هو الأجل يقول : أعيش فأصيب من الدنيا كذا وكذا ولا يذكر الموت . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يكذب بما أمامه من البعث والحساب ، وأصل الفجور الميل وسمي الكافر والفاسق فاجراً لميله عن الحق .