الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{بَلۡ يُرِيدُ ٱلۡإِنسَٰنُ لِيَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ} (5)

{ بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } معناه : أنَّ الإنسان إنَّما يريد شهواتِهِ ومعاصِيَه ؛ ليمضيَ فيها أبداً راكباً رأسه ، ومطيعاً أمله ، ومُسَوِّفاً توبته ؛ قال البخاريُّ : { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } يقول : سوف أتوب ، سوف أعمل ، انتهى .

قال الفخر : قوله : { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } فيه قولان :

الأَوَّل : ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان ، لا ينزع عنه ؛ فَعَنِ ابن جُبَيْرٍ : يقدم الذنب ، ويُؤَخِّرُ التوبة ، يقول : سوف أتوب ، سوف أتوب حتى يأتيه الموت على شر أحواله وأسوأ أعماله .

القول الثاني : { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } أي : يُكَذِّبُ بما أمامه من البعث والحساب ؛ لأَنَّ من كذب حَقًّا كان مفاجراً ، والدليل على هذا القول قوله تعالى : { يَسْأًَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القيامة } أي : متى يكون ذلك ؛ تكذيباً له ، انتهى .

وسؤال الكفار { أَيَّانَ } هو على معنى التكذيب والهزء ، و{ أَيَّانَ } بمعنى : متى .