المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

17- وما تلك التي تمسكها بيدك اليمنى ؟

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

هذه هي الوهلة الأولى للنداء العلوي الذي تجاوبت به جنبات الوجود ؛ وأنهى الله سبحانه إلى عبده المختار قواعد التوحيد . ولا بد أن موسى قد نسي نفسه ونسي ما جاء من أجله ، ليتبع ذلك الصوت العلوي الذي ناداه ؛ وليسمع التوجيه القدسي الذي يتلقاه . وبينما هو مستغرق فيما هو فيه ، ليس في كيانه ذرة واحدة تتلفت إلى سواه ، إذا هو يتلقى سؤالا لا يحتاج منه إلى جواب :

( وما تلك بيمينك يا موسى ? ) . .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ} (17)

وقوله عز وجل { وما تلك بيمينك يا موسى } تقرير مضمنه التنبيه وجمع النفس لتلقي ما يورد عليها وإلا فقد علم ما هي في الأزل ، وقوله { بيمينك } من صلة تلك وهذا نظير قول الشاعر يزيد بن ربيعة : [ الطويل ]

عدسْ ما لعباد عليك إمارة . . . نجوت وهذا تحملين طليق{[8094]}

قال ابن الجوهري : وروي في بعض الآثار أن الله تعالى عتب على موسى إضافة العصا إلى نفسه في ذلك الموطن فقيل له { ألقها } [ طه : 19 ] ليرى منها العجب فيعلم أنه لا ملك له عليها ولا تضاف إليه .


[8094]:هذا البيت ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، وهو في الخزانة، وحاشية الأمير، والأغاني، والطبري، والمحتسب، واللسان، وابن الشجري، والإنصاف، وابن يعيش، والشذور، والعيني، والهمع، والتصريح، والأشموني، وشرح شواهد المغني، والديوان. وقوله: (عدس) هو زجر للبغل، وربما سموا البغل عدس، وعباد هو أخو عبيد الله ابن زياد، وكان أميرا على سجستان، وكان قد سجن الشاعر لشعر قاله، إلا أن اليمانية كلموا معاوية بشأنه فأرسل بريدا خاصا يحمل أمرا بإطلاقه، ولما أطلق سراحه قدم له بغل من بغال البريد ليركبه فقال هذا البيت في مطلع أبيات تجدها مع القصة كاملة في خزانة الأدب. و (هذا): اسم إشارة، وقد وصل بجملة (تحملين)، فصار من الأسماء الموصولة في رأي بعض النحويين. فيكون (هذا) مبتدأ، وجملة (تحملين) صلة، و (طليق) خبر، أي: والذي تحملينه طليق.