المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

13 - ولقد رأى محمد جبريل على صورته مرة أخرى ، في مكان لا يعلم علمه إلا الله ، سماه «سدرة المنتهى » ، وأنبأ أن عنده جنة المأوى ، إذ يغشاها ويغطيها من فضل الله ما لا يحيط به وصف ، ما مال بصر محمد عما رآه ، وما تجاوز ما أُمر برؤيته .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

( عند سدرة المنتهى ) . . والسدرة كما يعرف من اللفظ شجرة . فأما أنها سدرة المنتهى . فقد يعني هذا أنها التي ينتهي إليها المطاف .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

{ عند سدرة المنتهى } التي ينتهي إليها أعمال الخلائق وعلمهم ، أو ما ينزل من فوقها ويصعد من تحتها ، ولعلها شبهت بالسدرة وهي شجرة النبق لأنهم يجتمعون في ظلها . وروي مرفوعا أنها في السماء السابعة .

 
لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

قوله جلّ ذكره : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ المْنُتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } .

أي جبريلُ رأى اللَّهَ مرةً أخرى حين كان محمدٌ عند سدرة المنتهى ؛ وهي شجرة في الجنة ، وهي منتهى الملائكة ، وقيل : تنتهي إليها أرواحُ الشهداء . ويقال : تنتهي إليها أرواحُ الخَلْقِ ، ولا يَعْلم ما وراءها إلا الله تعالى - وعندها { جَنَّةُ الْمَأْوَى } وهي جنة من الجِنان .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

1

المفردات :

سدرة المنتهى : شجرة نبق في السماء ، إليها ينتهي علم الملائكة .

التفسير :

14-{ عِنْدَ سِدْرَةِ المنتهى } .

وسدرة المنتهى : شجرة نبق عن يمين العرش ، في السماء السابعة ، ينتهي إليها علم كل عالم ، وما وراءها لا يعلمه إلا الله .

أو أنَّ رحلة جبريل قد انتهت عندها ، ثم تقدم النبي صلى الله عليه وسلم خطوات أخرى خاصة به .

أو أن رحلة الإسراء والمعراج قد انتهت عندها .

وكل ذلك غيب لا يعلمه إلا عالم الغيب ، ونحن نكتفي بما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة ، ونفوِّض حقيقة المراد إلى الله عز وجل .

وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد ، ومسلم ، والترمذي ، عن ابن مسعود قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ، وهو في السماء السابعة ، إليها ينتهي ما يعرج بها من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها . . . v .

وروى مسلم ، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما رُفعتُ إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة ، نبقها مثل قلال هجر ، وورقها مثل آذان الفيلة . . . " vi .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

{ عند سدرة المنتهى } ليلة المعراج . وهذه هي المرة الثانية ، وكانت قبل الهجرة بسنة وأربعة أشهر . وقيل بثلاث سنين ؛ فكان بين الرؤيتين نحو عشر سنين . والسدرة في الأصل : شجرة النبق ؛ وخلق شجرة في السماء كخلق شجرة الزقوم في أصل الجحيم . وعدم رؤيتها بالأرصاد لا يدل على عدم وجودها لفرط بعدها . وقيل : إطلاق السدرة عليها مجاز ؛ لأن الملائكة تجتمع عندها كما يجتمع الناس في ظل السدرة المعروفة . والمنتهى : اسم مكان ، أو مصدر ميمي بمعنى انتهاء ، وإضافة السدرة إليه من إضافة الشيء إلى مكانه ؛ كأشجار البستان . وقيل لها : سدرة المنتهى لانتهاء علوم الخلائق إليها ؛ وما وراءها لا يعلمه إلا الله تعالى .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ} (14)

{ عِندَ سِدْرَةِ المنتهى } هي شجرة نبق عن يمين العرش في السماء السابعة على المشهور ، وفي حديث أخرجه أحمد . ومسلم . والترمذي . وغيرهم في السماء السادسة نبقها كقلال هجرو أوراقها مثل آذان الفيلة يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها ، وأخرج الحاكم وصححه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً " يسير الراكب في الفنن منها مائة سنة " والأحاديث ظاهرة في أنها شجرة نبق حقيقة .

والنبات في الشاهد يكون ترابياً ومائياً وهوائياً ؛ ولا يبعد من الله تعالى أن يخلقه في أي مكان شاء وقد أخبر سبحانه عن شجرة الزقوم أنها تنبت في أصل الجحيم ، وقيل : إطلاق السدرة عليها مجاز لأنها تجتمع عندها الملائكة عليهم السلام كما يجتمع الناس في ظل السدرة ، و { المنتهى } اسم مكان وجوز كونه مصدراً ميمياً ، وقيل : لها { سِدْرَةِ المنتهى } لأنها كما أخرج عبد بن حميد . وابن أبي حاتم عن ابن عباس إليها ينتهي علم كل عالم وما وراءها لا يعلمه إلا الله تعالى ، أو لأنها ينتهي إليها علم الأنبياء عليهم السلام ويعزب علمهم عما وراءها . أو لأنها تنتهي إليها أعمال الخلائق بأم تعرض الله تعالى عندها ؛ أو لأنها ينتهي إليها ما ينزل من فوقها وما يصعد من تحتها . أو لأنها تنتهي إليها أرواح الشهداء أو أرواح المؤمنين مطلقاً . أو لانتهاء من رفع إليها في الكرامة . وفي الكشاف كأنها منتهى الجنة وآخرها ، وإضافة { سِدْرَةِ } إلى المنتهى } من إضافة الشيء لمحله كما في أشجار البستان ، وجوز أن تكون من إضافة المحل إلى الحال كما في قولك «كتاب الفقه » ، وقيل : يجوز أن يكون المراد بالمنتهى الله عز وجل فالإضافة من إضافة الملك إلى المالك أي { سِدْرَةِ } الله الذي إليه { المنتهى } كما قال سبحانه : { وَأَنَّ إلى رَبّكَ المنتهى } [ النجم : 42 ] وعد ذلك من باب الحذف والإيصال ولا يخفى أن هذا القول يكاد يكون المنتهى في البعد .