بدأت السورة بالقسم على صدق البعث ووقوع الجزاء ، ثم أردفت بقسم آخر على اضطراب المنكرين فيما يقولونه عن رسول الله ، وعن القرآن الكريم ، ثم انتقلت إلى إنذار المنكرين بسوء مآلهم في الآخرة ، وإلى تصوير ما أعد للمتقين فيها من جزاء ما قدموا من أعمال صالحة في الدنيا . ثم نبهت إلى تأمل آيات الله في الكون وفي الأنفس ، وما أودع فيهما من عجائب الصنع ولطائف الخلق .
وتحدثت عن قصة إبراهيم مع ضيفه من الملائكة ثم عرضت لأحوال بعض الأمم ، وما أصابهم من الهلاك بتكذيبهم لأنبيائهم ثم أشارت بإجمال إلى بعض الآيات الكونية ، وحثت على الرجوع إلى الله ، وإفراده بالعبادة التي هي الغاية من خلق الجن والإنس وختمت بإنذار من كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذاب مثل العذاب الذي أصاب الأمم قبلهم .
1 - أقسم بالرياح المثيرات للسحاب ، تدفعها دفعاً ، فالحاملات منها ثقلاً عظيماً من الماء ، فالجاريات به مُيَسرة بتسخير الله ، فالمقسمات رزقاً يسوقه الله إلى من يشاء .
{ 1-6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }
هذا قسم من الله الصادق في قيله ، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع ، ما جعل على أن وعده صدق ، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال ، لواقع لا محالة ، ما له من دافع ، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه ، وأقام الأدلة والبراهين عليه ، فلم يكذب به المكذبون ، ويعرض عن العمل له العاملون .
والمراد بالذاريات : هي الرياح التي تذروا ، في هبوبها { ذَرْوًا } بلينها ، ولطفها ، ولطفها وقوتها ، وإزعاجها .
أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات تنبيهاً عليها وتشريفاً لها ودلالة على الاعتبار فيها حتى يصير الناظر فيها إلى توحيد الله تعالى .
{ والذاريات } الرياح بإجماع من المتأولين ، يقال : ذرت الريح وأذرت بمعنى{[10578]} : وفي الرياح معتبر من شدتها حيناً ، ولينها حيناً وكونها مرة رحمة ومرة عذاباً إلى غير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.