النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلذَّـٰرِيَٰتِ ذَرۡوٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الذاريات

مكية في قول الجميع

بسم الله الرحمان الرحيم

قوله تعالى : { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً } الذاريات : الرياح ، واحدتها ذارية لأنها تذرو التراب والتبن أي تفرقه في الهواء ، كما قال تعالى :

{ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ{[2752]} }

وفي قوله { ذَرْواً } وجهان :

أحدهما : مصدر .

الثاني : أنه بمعنى ما ذرت ، قاله الكلبي . فكأنما أقسم بالرياح وما ذرت الرياح .

ويحتمل قولاً ثالثاً : أن الذاريات النساء الولودات لأن في ترائبهن ذرو الخلق ، لأنهن يذرين الأولاد فصرن ذاريات ، وأقسم بهن لما في ترائبهن من خيرة عباده الصالحين ، وخص النساء بذلك دون الرجال وإن كان كل واحد منهما ذارياً لأمرين .

أحدهما : لأنهن أوعية دون الرجال فلاجتماع الذروين خصصن بالذكر .

الثاني : أن الذرو فيهن أطول زماناً وهن بالمباشرة أقرب عهداً .


[2752]:آية 45 الكهف.