فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلذَّـٰرِيَٰتِ ذَرۡوٗا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الذاريات

هي ستون آية ، وهي مكية . قال القرطبي في قول الجميع وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة الذاريات بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

قوله : { والذاريات ذَرْواً } يقال : ذرت الريح التراب تذروه ذرواً ، وأذرته تذريه ذرياً ، أقسم سبحانه بالرّياح التي تذري التراب ، وانتصاب { ذرواً } على المصدرية ، والعامل فيها اسم الفاعل ، والمفعول محذوف . قرأ أبو عمرو وحمزة بإدغام تاء الذاريات في ذال ذرواً . وقرأ الباقون بدون إدغام . وقيل : المقسم به مقدّر وهو ربّ الذاريات وما بعدها ، والأوّل أولى .

/خ23