المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

24- وتقول لهم : السلام الدائم لكم بسبب صبركم علي الأذى وصبركم في مكافحة أهوائكم ، وما أحسن هذه العاقبة التي صرتم إليها ، وهي الإقامة في دار النعيم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

وأما قوله : سَلامٌ عَلَيكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فإن أهل التأويل قالوا في ذلك نحو قولنا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا عبد الرزّاق ، عن جفعر بن سليمان ، عن أبي عمران الجُوْنِيّ أنه تلا هذه الآية : سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ قال : على دينكم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ قال : حين صبروا لله بما يحبه الله فقدّموه . وقرأ : وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنّةً وَحَرِيرا حتى بلغ : وكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا وصبروا عما كره الله وحرّم عليهم ، وصبروا على ما ثقل عليهم وأحبه الله ، فسلم عليهم بذلك . وقرأ : وَالمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ .

وأما قوله : فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ فإن معناه إن شاء الله كما :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال حدثنا عبد الرزاق ، عن جعفر ، عن أبي عمران الجوْنِي في قولهم فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ قال : الجنة من النار .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

وقوله : { ومن صلح } أي من عمل صالحاً وآمن - قاله مجاهد وغيره - ويحتمل : أي من صلح لذلك بقدر الله تعالى وسابق علمه .

وحكى الطبري في صفة دخول الملائكة أحاديث لم نطول بها لضعف أسانيدها . والمعنى : يقولون : سلام عليكم ، فحذف - يقولون - تخفيفاً وإيجازاً ، لدلالة ظاهر الكلام عليه ، والمعنى : هذا بما صبرتم{[3]} ، والقول في { عقبى الدار } على ما تقدم من المعنيين .

وقرأ الجمهور «فنِعْم » بكسر النون وسكون العين ، وقرأ يحيى بن وثاب «فنَعِم » بفتح النون وكسر العين .

وقالت فرقة : معنى { عقبى الدار } أي أن أعقبوا الجنة من جهنم .

قال القاضي أبو محمد : وهذا التأويل مبني على حديث ورد ، وهو : أن كل رجل في الجنة فقد كان له مقعد معروف في النار ، فصرفه الله عنه إلى النعيم ، فيعرض عليه ويقال له : هذا كان مقعدك فبدلك الله منه الجنة بإيمانك وطاعتك وصبرك{[4]} .


[3]:- أخرجه الإمام مالك في الموطأ المشهور بلفظ: (السبع المثاني القرآن العظيم الذي أعطيته) والترمذي وغيرهما، وخرج ذلك أيضا الإمام البخاري وغيره، عن أبي سعيد ابن المعلى في أول كتاب التفسير، وفي أول كتاب الفضائل بلفظ: (السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). والسبع الطوال هي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، فقوله: والسبع الطوال إلخ. رد على من يقول: إنما السبع المثاني.
[4]:- هو أبو هاشم المكي الليثي، وردت الرواية عنه في حروف القرآن، يروي عن أبيه ابن عمر.