الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

يقولون {[11]} {[12]} : { سلام عليكم بما صبرتم }[ 24 ] على طاعة الله ( عز وجل ) {[13]} في الدنيا {[14]} . { فنعم عقبى الدار }[ 24 ] . وسلام عليكم : خبر ، معناه : الدعاء لهم {[15]} ، أي : سلمكم الله بما صبرتم ، وليس هو تحية ، لأن التحية ليست بجزاء للصبر ، ولكن دعاء الملائكة لهم بالسلامة جزاء الصبر . والخبر : يأتي بمعنى الدعاء ، كثير في القرآن والكلام .

وقوله : { فنعم عقبى الدار }[ 24 ] : الخبر محذوف ، وتقديره {[16]} : فنعم عقبى الدار ما أنتم فيه .

وذكر {[17]} أن لجنات {[18]} عدن خمسة آلاف باب {[19]} .

روي عن ابن عمر ( و ) {[20]} أنه قال : إن في الجنة قصرا ، يقال له : عدن ، حوله البروج والمروج ، فيه {[21]} خمسة آلاف ( باب ، على كل باب خمسة آلاف ) {[22]} حِبرَة {[23]} ، لا يدخله إلا نبي ، أو صديق ، أو شهيد {[24]} .

وقال الضحاك : { جنات عدن } مدينة الجنة {[25]} ، فيها الرسل والأنبياء ، وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعد ، والجنات حولها {[26]} .

ومعنى {[27]} : { بما صبرتم } : أي بصبركم في الدنيا على عمل الطاعات ، وعلى الانتهاء عن {[28]} المعاصي . وهذا هو أفضل {[29]} الصبر ، أن يصبر الإنسان على فعل ما أمر( ه ) {[30]} الله به ، وعلى ترك ما نهاه ( الله ) {[31]} عنه {[32]} .


[11]:في تنوير المقياس 509: "بقوتها وشدتها تقوم بحملها ولا يقوم غيرها".
[12]:أ: قال.
[13]:أ: للقطع.
[14]:انظر: المحرر 16/290.
[15]:- في ق: ح، ع3: تقضيت. وهو تصحيف.
[16]:- في ع2: تأليف. وهو تحريف.
[17]:- في ع2: ظهار. وهو تحريف.
[18]:- في ع2، ق، ع3: ناذر. وهو تصحيف.
[19]:- في ح: تصريف.
[20]:- في ع2، ق: ما.
[21]:- في ق: بروايته. وهو تحريف.
[22]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[23]:- وهو كتاب "مشكل إعراب القرآن".
[24]:- في ع3: بالكتاب. وهو تحريف.
[25]:- في ق، ح: تبين.
[26]:- في ع2، ح، ع3: فيه.
[27]:- في ع3: عني. وهو تحريف.
[28]:- في ق: من. وفي ح: على.
[29]:- في ق: دراسه.
[30]:- في ع2، ع3: كتاب الهداية.
[31]:- في ع2: لا أن.
[32]:- في ق: علوم.