اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

قوله : { سَلاَمٌ عَلَيْكُم } الآية قال الزجاج : " ههنا محذوف تقديره والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ويقولون : سلام عليكم ، فأضمر القول ههنا ؛ لأن في الكلام دليلاً عليه والجملة محكية بقول مضمر والقول المضمر حال من فاعل " يَدخُلون " أي يدخلون قائلين . قوله " بِمَا صَبرْتُمْ " متعلق بما تعلق به " عَلَيْكُمْ " .

قال ابن الخطيب : متعلق بمحذوف ، أي : أن هذه الكرامات التي ترونها إنما حصلت بصبركم و " ما " مصدرية ، أي : سبب صبركم ، ولا يتعلق ب " سَلامٌ " ، لأنه لا يفصل بين المصدر ومعموله بالخبر قاله أبو البقاء .

وقال الزمخشري : " ويجوز أن يتعلق ب " سَلامٌ " أي : نسلم عليكم ونكرمكم بصبركم " .

ولما نقله عنه أبو حيان لم يعترض عليه بشيء . والظاهر أنه لا يعترض عليه بما تقدم لأن ذلك في المصدر المؤول بحرف مصدري وفعل هذا المصدر ليس من ذلك ، والباء إما سببية كما تقدم ، وإما بمعنى بدل أي : بدل صبركم ، أي : بما احتملتم مشاق الصبر ؟

وقيل : " بمَا صَبَرتُم " خبر مبتدأ مضمر ، أي : هذا [ الثواب ] الجزيل بما صبرتم .

وقرأ الجمهور : " فَنِعْمَ " بكسر النون وسكون العين ، وابن يعمر بالفتح والكسر وقد تقدم أنها الأصل ؛ كقوله : [ الرمل ]

3177 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** نَعِمَ السَّاعُون في الأمْرِ الشُّطُرْ

وابن وثاب بالفتح والسكون ، وهي تخفيف الأصل ، ولغة تميم تسكين عين فعل مطلقاً والمخصوص بالمدح محذوف ، أي : الجنة .