الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (24)

قوله : " بما صَبَرتم " متعلِّقٌ بما تعلَّق به " عليكم " ، و " ما " مصدريَّةٌ ، أي : بسبب صَبْركم . ولا يتعلَّقُ ب " سلامٌ " لأنه لا يُفْصَل بين المصدرِ ومعمولِه بالخبر .

قاله أبو البقاء . وقال الزمخشري : " ويجوز أن يتعلَّق ب " سلام " ، أي : نُسَلِّم عليكم ونُكْرمكم بصبركم " ، ولمَّا نقله عنه الشيخ لم يَعْترض عليه بشيء . والظاهرُ أنه لا يُعْترَض عليه بما تقدَّم ؛ لأنَّ ذلك في المصدر المؤول بحرف مصدري ، وفعل ، وهذا المصدرُ ليس من ذلك . والباءُ : إمَّا سببيَّةٌ كما تقدَّم ، وإمَّا بمعنى بَدَل ، أي : بَدَلَ صبركم ، أي : بما احتملتم مَشاقَّ الصبر . وقيل : " بما صَبَرْتُم " خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أي : هذا الثوابُ الجزيل بما صبرتم .

وقرأ الجمهور " فنِعْمَ " بكسرِ النونِ وسكونِ العين ، وابن يعمر بالفتحِ والكسر ، وقد تقدَّم أنها الأصلُ كقوله :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** نَعِمَ السَّاعُون في القومِ الشُّطُرْ

وابنُ وثاب بالفتح والسكون ، وهي تخفيفُ الأصلِ ، ولغةُ تميم تسكينُ عينِ فَعِل مطلقاً . والمخصوصُ بالمدحِ محذوفٌ ، أي : الجنة .