المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

7- إنا قد خلقناهم للخير والشر ، وصيَّرنا ما فوق الأرض زينة لها ومنفعة لأهلها ، لنعاملهم معاملة المختبر ليُظهر منهم الأصلح عملا ، فمن استهوته الدنيا ولم يلتفت إلى الآخرة ضلَّ ، ومن آمن بالآخرة اهتدى .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

وقوله - تعالى - : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيداً جُرُزاً } تعليل للنهى المقصود من الترجى فى قوله : { فلعلك باخع . . . } وزيادة فى تسليته صلى الله عليه وسلم عما أصابه من غم وحزن بسبب إصرار الكافرين على كفرهم .

أى : إنا بمقتضى حكمتنا - أيها الرسول الكريم - قد جعلنا ما على الأرض من حيوان ونبات وأنهار وبنيان . . زينة لها ولأهلها { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } أى : لنختبرهم عن طريق ما جعلنا زينة للأرض ولأهلها : أيهم أتبع لأمرنا ونهينا ، وأسرع فى الاستحابة لطاعتنا ، وأبعد عن الاغترار بشهواتها ومتعها . وإنا - أيضا - بمقتضى حكمتنا ، لجاعلون ما عليهم من هذه الزينة فى الوقت الذى نريده لنهاية هذه الدنيا ، { صعيدا } ، أى : ترابا { جرزا } أى : لا نبات فيه ، يقال أرض جرز ، أى : لا تنبت ، أو كان بها نبات ثم زال .

ويقال : جُرِزَت الأرض : إذا ذهب نباتها بسبب القحط ، أو الجراد الذى أتى على نباتها قال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ المآء إِلَى الأرض الجرز فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } والمقصود من الآيتين : الزيادة فى تثبيت قلب النبى - صلى الله عليه وسلم - وفى تسليته عما لحقه من حزن بسبب إصرار الكافرين على كفرهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

ثم أخبر تعالى أنه جعل الدنيا دارًا فانية مُزيَّنة بزينة زائلة . وإنما جعلها دار اختبار لا دار قرار ، فقال : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا } .

قال قتادة ، عن أبي نَضْرة ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الدنيا خضرة حلوة{[17976]} وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون ، فاتقوا الدنيا{[17977]} ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " {[17978]}


[17976]:في ف، أ: "حلوة خضرة".
[17977]:في أ: "يعلمون، واتقوا الدنيا".
[17978]:ورواه مسلم في صحيحه برقم (2742) من طريق أبي مسلمة عن أبي نضرة به.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

وقوله : إنّا جَعَلْنا ما عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا يقول عزّ ذكره : إنا جعلنا ما على الأرض زينة للأرض لِنَبْلُوَهُمْ أيّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً يقول : لنختبر عبادنا أيّهم أترك لها وأتبع لأمرنا ونهينا وأعمل فيها بطاعتنا . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى «ح » وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ما عَلى الأرضِ زِينَةً لَهَا قال : ما عليها من شيء .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرْضِ زِينَةً لَهَا ذكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «إنّ الدّنيْا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ، وَإنّ اللّهَ مُسْتَخْلِفَكُمْ فِيها ، فَناظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فاتّقُوا الدّنيْا ، واتّقُوا النّساءَ » .

وأما قوله : لِنَبْلُوَهُمْ أيّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً فإن أهل التأويل قالوا في تأويله نحو قولنا فيه . ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا أبو عاصم العسقلاني ، قال : لِنَبْلُوَهُمْ أيّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً قال : أترك لها .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق إنّا جَعَلْنا ما عَلى الأرْض زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً اختبارا لهم أيهم أتبع لأمري وأعمل بطاعتي .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

{ إنا جعلنا ما على الأرض } من الحيوان والنبات والمعادن . { زينةً لها } ولأهلها { لنبولُهم أيهم أحسن عملا } في تعاطيه ، وهو من زهد فيه ولم يغتر به وقنع منه بما يزجي به أيامه وصرفه على ما ينبغي ، وفيه تسكين لرسول الله صلى الله عليه وسلم .