ثم بين علة إرشاده إلى الإعراض عنهم بغير {[45526]}ما يقدر عليه من{[45527]} التبليغ {[45528]}للبشارة والنذارة{[45529]} بأنهم لم يخرجوا عن مراده سبحانه ، {[45530]}وأن الإيمان لا يقدر على إدخاله قلوبهم غيره{[45531]} فقال تعالى : { إنا } أي{[45532]} لا نفعل ذلك لأنا { جعلنا } {[45533]}بما لنا من العظمة{[45534]}
{ ما على الأرض } من {[45535]}المواليد الثلاثة{[45536]} : الحيوان والمعدن والنبات { زينة لها } بأن حسنّاه{[45537]} في العيون ، وأبهجنا به النفوس ، {[45538]}ولولا مضرة الحيوانات المؤذية من الحشرات وغيرها كانت الزينة بها ظاهرة ، والظاهر أنه لو أطاع الناس كلهم لذهبت مضرتها فبدت زينتها ، كما يكون على زمن عيسى عليه السلام حيث تصير لعباً للولدان .
ولما أخبر بتزيينها ، أخبر بعلته فقال تعالى{[45539]} : { لنبلوهم } أي نعاملهم معاملة المختبر الذي يسأل لخفاء{[45540]} الأمر عليه بقوله تعالى{[45541]} : { أيهم أحسن عملاً * } {[45542]}أي بإخلاص الخدمة لربه{[45543]} ، فيصير ما كنا نعلمه منهم ظاهراً بالفعل تقام به عليهم الحجة على ما يتعارفونه بينهم بأن من أظهر موافقة الأمر{[45544]} فيما نال من الزينة حاز المثوبة ، ومن اجترأ على مخالفة الأمر بما آتيناه منها {[45545]}فعمل على أنها للتنعم بها فقط{[45546]} استحق العقوبة . ولما كان دعاء الزينة إلى حقيقة الحياة الدنيا من اللهو واللعب ظاهراً لموافقته لما طبعت{[45547]} عليه النفوس من الهوى لم يحتج إلى التنبيه{[45548]} عليه أكثر من لفظ الزينة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.