نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

ثم بين علة إرشاده إلى الإعراض عنهم بغير {[45526]}ما يقدر عليه من{[45527]} التبليغ {[45528]}للبشارة والنذارة{[45529]} بأنهم لم يخرجوا عن مراده سبحانه ، {[45530]}وأن الإيمان لا يقدر على إدخاله قلوبهم غيره{[45531]} فقال تعالى : { إنا } أي{[45532]} لا نفعل ذلك لأنا { جعلنا } {[45533]}بما لنا من العظمة{[45534]}

{ ما على الأرض } من {[45535]}المواليد الثلاثة{[45536]} : الحيوان والمعدن والنبات { زينة لها } بأن حسنّاه{[45537]} في العيون ، وأبهجنا به النفوس ، {[45538]}ولولا مضرة الحيوانات المؤذية من الحشرات وغيرها كانت الزينة بها ظاهرة ، والظاهر أنه لو أطاع الناس كلهم لذهبت مضرتها فبدت زينتها ، كما يكون على زمن عيسى عليه السلام حيث تصير لعباً للولدان .

ولما أخبر بتزيينها ، أخبر بعلته فقال تعالى{[45539]} : { لنبلوهم } أي نعاملهم معاملة المختبر الذي يسأل لخفاء{[45540]} الأمر عليه بقوله تعالى{[45541]} : { أيهم أحسن عملاً * } {[45542]}أي بإخلاص الخدمة لربه{[45543]} ، فيصير ما كنا نعلمه منهم ظاهراً بالفعل تقام به عليهم الحجة على ما يتعارفونه بينهم بأن من أظهر موافقة الأمر{[45544]} فيما نال من الزينة حاز المثوبة ، ومن اجترأ على مخالفة الأمر بما آتيناه منها {[45545]}فعمل على أنها للتنعم بها فقط{[45546]} استحق العقوبة . ولما كان دعاء الزينة إلى حقيقة الحياة الدنيا من اللهو واللعب ظاهراً لموافقته لما طبعت{[45547]} عليه النفوس من الهوى لم يحتج إلى التنبيه{[45548]} عليه أكثر من لفظ الزينة .


[45526]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45527]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45528]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45529]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45530]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45531]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45532]:سقط من ظ.
[45533]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45534]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45535]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45536]:سقط ما بين الرقمين من ظ
[45537]:من ظ ومد وفي الأصل: حسنا.
[45538]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45539]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45540]:من مد وفي الأصل: لخلف.
[45541]:العبارة من "الذي يسأل" إلى هنا ساقطة من ظ.
[45542]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45543]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45544]:من ظ ومد وفي الأصل: لأمر.
[45545]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45546]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[45547]:زيد من ظ ومد.
[45548]:من ظ ومد وفي الأصل: التعنية.