فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

{ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَهَا } هذه الجملة استئناف . والمعنى : إنا جعلنا ما على الأرض مما يصلح أن يكون زينة لها من الحيوانات والنبات والجماد ، كقوله سبحانه : { هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مَا فِي الأرض جَمِيعاً } [ البقرة : 29 ] ، وانتصاب { زينة } على أنها مفعول ثانٍ ل{ جعل } ، واللام في { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } متعلقة ب{ جعلنا } ، وهي إما للغرض أو للعاقبة ، والمراد بالابتلاء : أنه سبحانه يعاملهم معاملة لو كانت تلك المعاملة من غيره لكانت من قبيل الابتلاء والامتحان . وقال الزجاج : { أيهم } رفع بالابتداء إلا أن لفظه لفظ الاستفهام ، والمعنى : لنمتحن أهذا أحسن عملاً أم ذاك ؟ قال الحسن : أيهم أزهد ، وقال مقاتل : أيهم أصلح فيما أوتي من المال .

/خ8