الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا جَعَلۡنَا مَا عَلَى ٱلۡأَرۡضِ زِينَةٗ لَّهَا لِنَبۡلُوَهُمۡ أَيُّهُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗا} (7)

ثم قال : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } [ 7 ] .

يعني : من الشجر والثمر والمال زين الأرض بذلك .

{ لنبلوهم } [ 7 ] .

أي : لنختبرهم من هو أحسن عملا من غيره . قال{[42205]} سفيان الثوري : أيكم أزهد في الدنيا{[42206]} . وقال مجاهد : ما على الأرض من شيء هو زينة لها{[42207]} . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعلمون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء{[42208]} " .

وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : " الزينة " : الخلفاء ، والعلماء ، والأمراء{[42209]} . وروى ابن جبير عنه أنه قال : " الزينة " : الرجال{[42210]} . جعل " ما " بمعنى/ : من في القولين جميعا ، وكون " ما " بمعنى : " من " يصلح في مواضع الإبهام ويقبح عند الاختصاص وذهاب العموم .

وقيل المعنى : إنا جعلنا بعض ما على الأرض زينة لها ، فأوقع الكل موضع البعض ، لأن على الأرض ما لا زينة فيه . وقيل : بل هو عام . كل ما على الأرض زينة لها لدلالته على خالقه .


[42205]:ق: "قال قال ...".
[42206]:انظر قوله: في الدر 5/361.
[42207]:انظر قوله: في تفسير مجاهد 445 و جامع البيان 15/195 في الدر 5/361.
[42208]:الحديث أخرجه مسلم في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رقم 2098. وابن ماجه في السنن رقم 4000.
[42209]:انظر قوله: في الجامع 10/230.
[42210]:انظر قوله: في الجامع 10/230، والدر المنثور 5/361.